تعرف متلازمة القولون العصبي بأنها اضطراب مزمن يحدث داخل القناة الهضمية سواء في الأمعاء أو المعدة، ويشمل آلام البطن وتغير في حركة الأمعاء وعادات الإخراج.
غير أن هذه المتلازمة تشمل على الكثير من أعراض القولون العصبي النفسية والتي تشمل الاكتئاب والقلق والكثير من الأعراض الأخرى.
وأظهرت التجارب المعملية على بعض الحيوانات العلاقة الوثيقة بين الإجهاد النفسي والجسدي وارتباطهما بسوء اعراض مرض القولون، وتغير في حركة الأمعاء، ولكن لا توجد أضرار أو مشاكل هيكلية داخل الجهاز الهضمي.
الصلة بين العوامل النفسية وأعراض القولون العصبي
لم يكتشف الباحثون السبب الرئيسي خلف أعراض القولون العصبي النفسية والجسدية، ولكن يرجح أنه يرجع إلى مشاكل في الإشارات العصبية التي تصل بين المخ والأمعاء والتي تسبب في اضراب في الحركة مع حدوث ألم قوي بالبطن وتغير في عادات الإخراج.
إذ أنه في التجارب على الفئران قاموا بتعريض بعض الفئران إلى إجهاد نفسي قوي عن غيرهم، ولاحظوا اختلاف في حركة الأمعاء عندهم عن الفئران الأخرى وأعراض تشبه أعراض القولون العصبي دون أي مشاكل هيكلية.
أعراض القولون العصبي النفسية
للقولون العصبي الكثير من الأعراض الجسدية مثل تشنجات أو اضطرابات حركة الأمعاء، انتفاخ البطن وخروج غازات وتغير في عادات الإخراج سواء المعاناة من الإسهال أو الإمساك أو كلاهما معا، بالإضافة إلى الألم الشديد بالبطن والقولون، ضيق التنفس وصعوبة النوم، وهي موحدة بين الجميع.
ولكن الأعراض النفسية للقولون تختلف حدتها من شخص لآخر كما أنها تختلف في طبيعتها ايضا، ومن أهم هذه الأعراض:
- الشعور بالاكتئاب
- القلق
- الميل إلى الانتحار
- الخوف
- الإجهاد العقلي أو العاطفي ويمكن أن يتحول لإجهاد جسدي يظهر في شكل الصداع ألم العضلات.
وأثبت أن أعراض القولون العصبي عن النساء تزيد بنسبة 2:1 عنها للرجال، أي أن عدد النساء التي تشتكي بالقولون يضاعف عدد الرجال.
ولكن كيف يعرف الشخص انه مصاب بالقولون؟ فلابد له من زيارة الطبيب حتى يتعرف على الأعراض متجمعة ويحدد ماهية المرض بدقة.
أسباب أعراض القولون العصبي النفسية
الأسباب!! الحقيقة لا يوجد سبب معين لظهور أعراض القولون العصبي النفسية، ولا توجد مشاكل هيكلية داخل القولون أو الأمعاء، ولكن يعتقد الباحثون أن هناك اضطراب يحدث في اشارات المخ العصبية التي تصل عن طريق الأعصاب إلى الأمعاء والهرمونات، تسمى بمحور الدماغ والأمعاء the brain-gut axis.
وللأسف لم يجد العلماء ما يشير إلى الإصابة بالمتلازمة سواء عن طريق الكشف أو الإشاعات أو التحاليل، ينما يتميز المرض عن طريق الأعراض والألم الذي يحدث للمريض والأعراض النفسية التي يصفها أو يمر بها.
يرجح الباحثون أيضا أن الإصابة متلازمة القولون العصبي ترتبط ارتباطا وثيقا بنسبة تفوق 65% بأمراض أخرى مثل الاعتلال العضلي الليفي Fibromyalgia، وآلام الظهر Back Pain، ومشاكل الجهاز البولي التناسلي Urogenital Problems.
ولكن وجب التنويه أنه ليس من الضروري ارتباط القولون العصبي بالعوامل النفسية أو الضغوط دون أدنى شك، وقد تؤثر العوامل النفسية على كيفية سعي الشخص للتعامل مع القولون العصبي.
ومن الممكن أن يعاني المُصاب من الإسهال والإمساك وتقلصات البطن وذلك دون أي مشاكل نفسية أو اكتئاب.
تأثير الأعراض النفسية على جودة الحياة
ترتبط أعراض القولون العصبي النفسية بحياة المريض العملية والإجتماعية، فقد نلاحظ على مريض القولون تأثير سلبي على جودة العمل وانخفاض الطاقة الإنتاجية، وتجد المريض كثير ما يتغيب عن العمل.
وأظهرت الدراسات تأثير القولون العصبي على النشاط اليومي للمريض فهو يكون أقل كفاءة في العمل والأنشطة اليومية والأنشطة الترفيهية وخاصة عند ظهور الأعراض.
بالإضافة إلى التأثير الإجتماعي، يميل المريض إلى العزلة عن الناس والإحتكاك، ويكرة التجمعات، غير أن له تأثير سلبي على العلاقات والعلاقة الحميمية وعادات تناول الطعام.
ومن الممكن أن تسبب هذه الأعراض تفاقم الأعراض النفسية من الاكتئاب والتوتر والقلق، ويظل المريض داخل دائرة مغلقة من الأعراض النفسية والجسدية الحادة، ولابد له من طلب العلاج فورا حتى لا تؤثر سلبا عليه باقي أيام حياته، وقد تدفعه إلى الانتحار أو التفكير فيه.
علاج الأعراض النفسية بمتلازمة القولون العصبي
تشمل العلاجات الطبية عادةً لمرضى القولون العصبى مجموعة الأدوية التي تعالج الأعراض مثل مضادات التقلص لعلاج الاضطراب وطارد الغازات والملينات أو مضادات الإسهال، ولكن تختلف قابلية الأشخاص من دواء لأخر فقد يفلح دواء ما مع مريض ولكنه يفشل مع آخر.
غير أن هذه الأدوية وطرق العلاج المعتادة لا تشمل علاج الحالة النفسية للمريض ومن الطبيعي أن تزداد الأعراض النفسية سوءا من التوتر والاكتئاب.
من الضروري على المرضى الذين تشتد عليهم حدة أعراض القولون العصبي النفسية اللجوء إلى مختصين بالرعاية الصحية والعلاج لكي يخفف من المشكلة قبل تفاقم الحالة النفسية.
وبالنسبة لهذه المتلازمة فإن أفضل علاج يلجأ إليه الأطباء هو العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج بالتنويم المغناطيسي.
العلاج السلوكي المعرفي يهدف إلى تحديد سلوك المريض وحالته النفسية والعاطفية والإجتماعية، وتحديد السلوكيات السلبية، ثم العمل على تعليم المريض كيفية ضبط التفكير والشعور والسيطرة على السلوكيات السلبية التي يمر بها بشكل صحيح وكيفية التعامل معها، وبالتالي السيطرة على الأعراض النفسية للمرض و علاجه دون مشاكل.
العلاج بالتنويم المغناطيسي: لا أريد أن يذهب تفكيرك لبعيد أن هذا العلاج كما يحث في أفلام السينما، ولكنه موجه من القناة الهضمية يتضمن الدخول في حالة ذهنية مريحة ومركزة ، بمساعدة الصور والاقتراحات اللفظية لمساعدة المريض على تجربة وظائف الأمعاء بطريقة أكثر راحة.
الخلاصة
أعراض القولون العصبي النفسية هي اعراض مزمنة لم يكتشف الباحثون السبب الرئيس للإصابة بها ولكن يرجح أن السبب اضطراب في الهرمونات والإشارات العصبية التي تصل المخ بالأمعاء.
هذه الأعراض تشمل الإكتئاب والقلق والتوتر ولخوف، بالإضافة لبعض الأعراض الجسدية مثل ألم أسفل المعدة ، صعوبة التنفس، صوبة تناول بعض الأطعمة، مشاكل في البراز سواء إسهال أو إمساك.
لابد من توفير العلاج المناسب مع متخصص حتى لا تسوء الحالة وخاصة في الحالات الشديدة.
ويسمل العلاج نوعان من العلاج النفسي هما العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتنويم المغناطيسي.