أمراضصحة الأسنان

داء السكر والأسنان : تأثير مرض السكر على الأسنان

داء السكر والأسنان هما موضوعان قد يبدوان غير مترابطين للوهلة الأولى، لكن الحقيقة هي أن العلاقة بينهما معقدة ومهمة. يعتبر داء السكر من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، ويؤثر ليس فقط على مستوى السكر في الدم. بل يمتد تأثيره ليشمل صحة الفم والأسنان بشكل كبير. في هذا المقال، سنستكشف كيف يمكن لداء السكر أن يؤدي إلى مشكلات صحية فموية، مثل التهاب اللثة وتسوس الأسنان، وما يمكن فعله للحد من هذه المخاطر. كما سنعرض أيضًا استراتيجيات فعالة للحفاظ على صحة الفم لدى مرضى السكري، وبذلك سيمكنهم من تحسين نوعية حياتهم بشكل عام. دعونا نغوص في هذه القضية الصحية الحيوية ونكتشف كيف يمكن للتوعية والتفاعل المبكر أن يصنعا الفارق.

داء السكر

مرض عرف منذ آلاف السنين، ووصفه الأطباء اليونانيون القدامى بأنه المرض الذي يذيب، لأنه يسبب الهزال لكونه يفقد المريض الشهية وبالتالي يفقد وزنه تدريجياً.

وينتج هذا المرض عن تداخل عدد من العناصر الوراثية والبيئة التي تسبب خللا في إفراز هرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم كمية السكر في الدم وهو نوعان:

النوع الأول يكون فيه إفراز الأنسولين غير كاف من البنكرياس حتى يقوم بمهامه أو غائباً كليا وفي هذه الحالة يحتاج المريض إلى جرعات من الأنسولين على شكل حقن وعادة يكون هذا النوع وراثياً ويصيب الأطفال.

النوع الثاني يكون فيه إفراز الأنسولين طبيعياً ولكن غير فعال في نقل السكر إلى خلايا الجسم عن طريق الدم. ويصيب هذا النوع من المرضى الراشدين ويتم علاجه بالحمية الغذائية أو عن طريق العقاقير الدوائية.

أسباب داء السكر

الوراثة وتنقسم إلى قسمين

  • عامل وراثي فطري وهو وراثة الأبناء لهذا المرض عن الآباء، فكل اثنين من أربعة أبناء يصابان بالسكري و بهذا قد تصل النسبة إلى 75%.
  • العامل الوراثي المكتسب هو الاستعداد القبول هذا المرض والوراثة دور في هذا مثل السمنة المفرطة. حيث يؤدي تراكم الشحوم على أجهزة الجسم إلى زيادة الأحماض الدهنية التي تمنع عمل الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس.

2 – الصدمات العصبية
وتنتج غالبا عن فقدان أقرب الناس أو المشاكل العائلية أو التوتر العاطفي أو الأزمات المادية والإرهاق والقلق بوجه عام. وذلك لما لهذه الظروف من أثر في الزيادة المفرطة في إفراز هرمون الأدرينالين والكورتيزون مما ينتج عنه الإصابة بداء السكري.

3-اضطرابات الهرمونات
يوجد في جسم الإنسان كثير من الغدد ومنها ما يسمى بالغدد الصماء وهي الغدد النخامية الكظرية، الدرقية. التناسلية، ولكل من هذه الغدد وظائف مختلفة وايضا لها أثر في الإصابة بمرض السكري.

4- تحطيم خلايا جزر لانجر هائز في البنكرياس
يحتوي البنكرياس على عدد صماء تعرف بجزر لانجر هانز نسبة إلى العالم الألماني الذي اكتشفها، وتعمل هذه الغدد على إفراز هرمون الأنسولين وكلمة أنسولين بالألمانية جاءت من كلمة جزيرة، والتي تعنى بالألماني (انزل) لذا سمي إفراز هذه الجزر باسم أنزلين أو أنسولين وهي أيضا تفرز هرمون الجلوكاجون وكلاهما ينظمان نسبة السكر في الدم.

إذا فإن وظيفة جزر لانجر هانز هي المحافظة على توازن السكر في الدم وعند تلف أو تحطيم خلايا لانجر هانز نتيجة للأسباب التالية:

اسباب عدم توازان السكر في الدم

1 – إصابة فيروسية مثل الزكام أو مرض معد مثل الحمى القرمزية أو التيفوئيد.
2 – إصابة البنكرياس بالتهاب وأورام سرطانية.
3- اضطرابات في جهاز المناعة مما يؤدي إلى بعض الأمراض مثل الذنبة الحمراء والروماتيزم وأمراض الكلية والعين والبول السكري.
كل هذه المشاكل تؤدي إلى نقص هرمون الأنسولين أو ضعفه، فوجوده بقدر كاف ضروري حتى يستطيع الجسم أن يستهلك أو يحرق الجلوكوز الموجود في الدم وهذا الجلوكوز هو السكر البسيط الذي تتحلل إليه المواد النشوية والسكرية التي تأكلها مثل الحلويات والنشويات كالمعكرونة والبطاطس والخبز وغيرها.

وبالتالي فإن التعرض لأي سبب يؤدي إلى نقص هرمون الأنسولين ينتج عنه ارتفاع السكر (الجلوكون) في الدم عند تناول مواد نشوية أو سكرية حيث أن الجسم لا يستطيع أن ينتج الأنسولين الكافي للتعامل مع الجلوكوز الناتج عن هذه المأكولات مما يتسبب في ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم وهو ما يعرف بمرض السكر.
إن هرمون الجلوكاجون الذي ينتجه البنكرياس يلعب دوراً هاماً في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم ويقوم أيضاً بتحفيز الكبد على إطلاق مادة الجلوكوز وبذلك يرتفع مستوى هذه المادة في الدم.

أعراض مرض السكر

إلى جانب المرض الظاهر وهو نقص الوزن هناك أعراض أخرى يشعر بها المريض ومنها على سبيل المثال:

  1. الوهن والإعياء.
  2. الكسل والخمول
  3. كثرة التبول
  4. الغثيان والشعور بالدوار
  5. حكة في الجسم
  6. الإمساك وعسر الهضم.
  7. العطش وكثرة شرب الماء.
  8. آلام في الظهر
  9. الضعف الجنسي.
  10. قلة السمع وطنين في الأذن.
  11. ضعف الإبصار وزغللة على النظر
  12. التهابات في اللثة مع كثرة البؤر الصديدية
    إضافة إلى تخلخل في الأسنان لضعف الأنسجة الداعمة للأسنان وامتصاص العظم السنخي وضموره (مرض الرمال أو البيوريا وكثرة الآلام بسبب التهابات الأوعية. الدموية للب السن فتصبح الأسنان حساسة ومؤلمة عند الضغط والقرع عليها.
    ليس من الضروري وجود هذه الأعراض كلها فقد يكون بعضها. وقد لا يشعر المصاب بأي من هذه الأعراض ولكنه يكتشف أنه مصاب بداء السكري، مصادقة عند إجراء التحاليل المخبرية وذلك عندما تزيد نسبة السكر في الدم عن معدلها الطبيعي (70 – 110 ملجم).

تأثير مرض السكر على الأسنان

على المصابين بداء السكري بذل المزيد من الجهد في العناية بأسنانهم وللتهم أكثر من غيرهم وذلك لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالالتهابات بسبب ضعف في المقاومة وضعف الدورة الدموية والاضطرابات في استقلاب الكربوهيدرات وعمليات البناء والترميم في الجسم لبناء مما يتلف من الأنسجة، وكذلك الاضطرابات في عمل وتأثير فيتامين (B) و (C) ومن هنا تأتى أهمية نصائح الأطباء للمرضى بأخذ كميات وافية من فيتامين (B) و (C) لما لها من تأثير إيجابي على صحة الأنسجة الداعمة للأسنان.

تأثيره على العاب

يقل اللعاب يسبب اضطرابات في الغدد اللعابية فيتراكم الجير على الأسنان ويجف الحلق ويضعف الجدار المبطن للفم ويحدث التشقق والشعور بالحرقان، كذلك تزيد نسبة الجلوكوز في لعاب المصابين بهذا المرض مما يؤدي إلى تغير طعمه ورائحته ويساعد على تكوين اللويحة السنية.
وتغير في نسب الميكروبات الموجودة بالفم وزيادة أكبر في نسبة الكاندرا البيكان والعقديات والعنقوديات إن (Streptococci, Staphylococci and candida albicans) تكاثر الجراثيم في الفم يؤدي إلى التهابات وامتصاص في العظة بالأسنان وزيادة النخر السني خاصة عند المرضى المصابين بداء السكري غير المنضبط ومعظم هذه التغيرات لا تعتبر خاصة بمرض البول السكري ولهذا لا ينبغي استخدام مصطلح التهاب القم السكري.

تأثيره على اللثة واللسان

إذا كان السكر غير منضبط يتغير لون اللغة إلى اللون القرنفلي وتتورم وتحمر وتنزف الأقل الأسباب، بسبب احتقان الدم نتيجة لضعف الأوعية الدموية، أما أطراف اللثة فتبدو متوهجة وملتهبة جدا ونتيجة لانخفاض القدرة المناعية وازدياد القابلية للالتهابات تكثر الجيوب اللثوية التي تؤدي إلى تأكل الأنسجة المحيطة بالأسنان فيؤدي إلى خلخلتها كما تكثر الخراجات.

بسبب ضعف الدورة الدموية يصبح لون اللسان كلون الفراولة وتزيد حساسيته ويكون مؤلماً وبه حرقة وتنميل أحيانا.

نصائح لمرضى السكر لتقليل الآثار الناجمة من المرض

1 – زيارة طبيب الأسنان لإزالة الترسبات الجيرية وتنظيف الجيوب اللثوية بين الأسنان ومعالجة البور الفاسدة ومعالجة تسوس الأسنان وإعلام الطبيب المعالج بالإصابة بهذا المرض لأخذ الاحتياطات من حيث استعمال نوع خاص من المخدر لا يحتوي على الأدرينالين الذي يرفع نسبة السكر في الدم أو تزويد المريض بالمضادات الحيوية إذا لزم الأمر وأخذ الاحتياطات عند الخلع بإزالة من واحدة والحرص على التأكد من تناول المريض دواؤه قبل عمليات الخلع والتنظيف.

2- تجنب المواقف الانفعالية التي تزيد من نسبة السكر في الدم.

3 – تنظيم تناول الغداء من حيث الوقت والكم والنوع والسيطرة على النفس في تناول الأطعمة الحاوية على السكريات والنشويات التي ترفع نسبة السكر في الدم واتباع نظام الحمية وهي مهمة لإرجاع سكر الدم لحدوده الطبيعية وإزالة سكر البول مع توفير الغذاء الكافي للمحافظة على وزن الجسم للقيام بوظائفه ولذلك تكون كالآتي:

  • الامتناع عن تناول الأطعمة الحاوية على كمية كبيرة من السكاكر وإنقاص الأغذية الحاوية على القليل منها.
  • يمنع تناول الفول والعدس والفاصولياء اليابسة والحمص اليابس والتين البابس والأرز والبلح لأن نسبة ماءات الفحم فيها من 50 – 70%.
  • يمنع الخبر الذي تزيد ماءات الفحم فيه عن 4%.
  • يسمح بتناول الهليون والباذنجان والكمأة والجزر والفاصولياء الخضراء وقليل من البطاطس والزبدة وزيت الزيتون
  • يسمح بكميات معتدلة من اللحوم المختلفة والطيور والأسماك والبيض والجبن والحليب.
  • عليك تناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين حقيقتين خلال النهار في أوقات محددة لضبط نسبة السكر في الدم.
  • ممارسة الرياضة البدنية التي تساعد على ضبطمستوى السكر في الدم واجبة.

4 – يجب مراجعة طبيب الأمراض الباطنية بانتظام وبصفة دورية للتعرف على نسبة السكر في الدم والالتزام بالجرعات العلاجية ونوعية العلاج الذي يقرره الطبيب.

وأخيراً إن التقيد بهذه النصائح يجنب المريض الكثير من المتاعب والمضاعفات ويوفر عليه أسنانه لتخدمه الأكبر فترة ممكنة كما توفر عليه وقته وماله إذا كان ممن يميلون إلى العلاج الخاص.

المصادر

زر الذهاب إلى الأعلى