سرطان الرئة : دليلك الشامل عن امراض سرطان الرئة – اطباء صحة لاند
يعد الجهاز التنفسي من أهم الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان التي تمكن جسم الإنسان من الحصول على حاجته من غاز الأكسجين وتخلصه من غاز ثاني أكسيد الكربون. ويعتبر سرطان الرئة أخطر الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي للإنسان، وهو المسبب الأول للوفاة في المجتمعات الإنسانية. في هذا المقال، يسلط فريق “اطباء صحة لاند” الضوء على هذا المرض الفتاك الذي يثقل كاهل الأفراد والأسر، ويمثل تحديًا كبيرًا للحكومات والمجتمعات. يسبب سرطان الرئة وفاة العديد من المصابين، وقد يؤدي إلى إعاقات خطيرة في حال تأخر اكتشافه أو إهمال التحري المبكر عنه. ومع ذلك، يمكن أن ينقذ الكشف المبكر والعلاج المناسب العديد من الأرواح. تابعونا لاستكشاف تفاصيل هذا المرض وسبل الوقاية والعلاج.
يتناول هذا المقال الوظيفة الحيوية للجهاز التنفسي وأسباب سرطان الرئة. نستعرض أنواع السرطان ومراحله المختلفة، بالإضافة إلى طرق تصنيفه. كما نسلط الضوء على الأعراض والعلامات المبكرة والمتأخرة والمضاعفات المرتبطة بهذا المرض.
نخصص جزءًا للحديث عن الوقاية من سرطان الرئة، مع التركيز على أهمية الكشف المبكر بين الفئات المعرضة، خاصة المدخنين. في النهاية، نستعرض خيارات المعالجة المتنوعة، بما في ذلك العلاجات الكيميائية، المناعية، الجراحية، والإشعاعية، ونختتم بالتأكيد على دور زراعة الرئة كعلاج واعد يمنح الأمل للمرضى.
جدول المحتويات
- مقدمة عن الجهاز التنفسي
- وظيفة الجهاز التنفسي
- أقسام الجهاز التنفسي
- وظائف الجهاز التنفسي
- مقدمة عن سرطان الرئة
- اسباب سرطان الرئة
- آلية حدوث سرطان الرئة
- اسباب سرطان الرئة
- سرطان الرئة بين النوع والمرحلة
- مراحل سرطان الرئة
- التصنيف المرحلي الدولي لسرطان الرئة
- أعراض سرطان الرئة وطرق تشخيصه
- تشخيص سرطان الرئة
- الوقاية من السرطان
- الوقاية من المسرطنات الرئوية في العمل
- التغذية والفيتامينات .. هل تقي من سرطان الرئة ؟
- التحري عن سرطان الرئة
- معالجة سرطان الرئة
- أسباب ألم السرطان
- خاتمة
مقدمة عن الجهاز التنفسي
يعرف الجهاز التنفسي (Respiratory System) بأنه عبارة عن مجموعة من الأعضاء المسؤولة عن توفير غاز الأكسجين لخلايا الجسم، وتخليصها من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تنتجه هذه الخلايا، فيما يعرف بعملية التنفس، وعملية التنفس (Respiration) هي عملية حيوية يتم فيها سحب غاز الأكسجين من الهواء الجوي (عملية الشهيق). ومن ثم إيصاله إلى خلايا الجسم المختلفة من خلال الدم، لتقوم الخلايا باستخدامه في عملية التمثيل الغذائي (الأيض) وإنتاج الطاقة. ثم يعود الدم محملا بغاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن أكسدة الغذاء، فيقوم الجهاز التنفسي بسحبه من الدم وإخراجه إلى خارج الجسم (عملية الزفير).
فغاز الأكسجين مهم جدا لحياة الإنسان، ونقصه قد يكون سببا في وفاته. وبما أن الجسم غير قادر على تخزين غاز الأكسجين، فإنه من الضروري تزويده بهذا الغاز المهم بصورة مستمرة حيث انقطاع وصوله للجسم لمدة دقائق معدودة أربع دقائق في المتوسط يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، وبالتالي الوفاة. بينما يمكن أن يعيش الإنسان بدون طعام لعدة أسابيع، وبدون ماء لعدة أيام.
وظيفة الجهاز التنفسي
إن الوظيفة الجوهرية لجهاز التنفس هي تهيئة اللقاء بين الهواء الموجود بالرئتين وبين دم الشعيرات الدموية المحيطة بها. حيث يأخذ الدم من الهواء غاز الأكسجين ويعطيه غاز ثاني أكسيد الكربون ( عملية تبادل الغازات) ومن أجل ذلك يتمتع الجهاز التنفسي بصفتين مذهلتين تمكنانه من الأداء المتقن والمستمر لوظيفته وهما:
- القدرة على سحب الهواء إلى داخل الرئتين، ثم طرده منهما عبر عمليتي الشهيق والزفير.
- وجود أنابيب وأوعية كثيرة التفرع تنتهي فريعاتها الدقيقة بحجرات دقيقة متناهية في الصغر. تجرى عملية التبادل الغازي عبرها من خلال جدارها الرقيقة التي تسمى الحويصلات الهوائية.
أقسام الجهاز التنفسي
يتكون الجهاز التنفسي من عدة أعضاء تنقل الهواء إلى الرئتين هي الأنف والبلعوم والحنجرة، والرغامي (القصبة الهوائية والشعبتان الهوائيتان وفروعهما .
وظائف الجهاز التنفسي
يقوم الجهاز التنفسي بالوظائف التالية :
- التنفس وتبادل الغازات، بمعنى تزويد الجسم بغاز الأكسجين من الجو ليصل إلى الرئتين، ثم أكسدته في الرئتين، بفضل فرق الضغط الجزيئي للأكسجين في الحويصلات الهوائية عنه في الأوعية الدموية، وإخراج غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتولد في الجسم بسبب عمليات الاستقلاب (التمثيل الغذائي) والأيض، وذلك بفضل فرق الضغط الجزيئي له في الخلايا والأوردة والحويصلات الهوائية.
- المحافظة على استقرار الباهاء أي: التوازن الحامضي – القاعدي، أو الرقم الهيدروجيني (pH).
- المحافظة على حرارة الجسم، والتخلص من الحرارة الزائدة نتيجة لعمليات الاحتراق والهدم، والبناء داخل الجسم التمثيل الغذائي مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية فيعمل بعدة طرق للتخلص من الحرارة الزائدة، يتم ذلك بمساعدة الجهاز العصبي، والغدد الصماء، الرئتين.
- توليد وإنتاج الأصوات المختلفة من خلال مرور الهواء على الحبال الصوتية.
- حاسة الشم من خلال التعرّف على الروائح بواسطة المستقبلات الشمية الموجودة في الأنف.
مقدمة عن سرطان الرئة
سرطان الرئة (Lung Cancer) هو أحد أمراض الرئة التي تتميز بحدوث انقسامات خلوية عديدة غير منضبطة لخلايا الرئة مع قدرتها على غزو الأنسجة الأخرى والانتشار فيها. عادة تكون الخلايا المبطنة لممرات الهواء، وهذه الخلايا غير الطبيعية تكون غير قادرة على القيام بوظائف خلايا الرئة العادية أو الطبيعية. كما أنها لا تتطور إلى أنسجة رئوية وظيفية، وخلال نموها فإنها تشكل أوراماً تتداخل في وظائف الرئة والجسم كله.
اسباب سرطان الرئة
يحتل هذا المرض المرتبة الأولى في حدوث الوفاة حول العالم خاصة بين الرجال. ويأتي في مرتبة متقدمة عن سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان البروستاتة. ويعد تدخين السجائر والنارجيلة وسائر طرائق التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة. إذ يشكل تعاطي التبغ حوالي (85 – 90) من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة، وتبقى حوالي (10-15%) من حوادث هذا السرطان. وهي غالبا ما تنتج عن مجموعة من العوامل البيئية مثل: التعرض لغاز الرادون، أو الأسبست، أو التدخين السلبي وغير المباشر، أو بسبب تلوث الهواء أو تحدث في سياق التليف الرئوي أو الخضوع للعلاج بالأشعة.
وربما تنتقل السرطانات إلى الرئة من أماكن أخرى من السرطان في الجسم (أي: النقائل السرطانية إلى الرئة، مثل: سرطان الغدد اللمفاوية، والكبد. كذلك ثمة عامل وراثي جيني للإصابة بسرطان الرئة، نجد فيه تاريخ عائلي للإصابة بهذا السرطان. إن التعرض المستمر للمواد المسرطنة، مثل دخان الفحم، والغازات الناتجة عن احتراق الأخشاب، وغازات الأفران وغازات التدفئة. والإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة “الإيدز” هي أسباب جوهرية أيضا للإصابة بسرطان الرئة.
آلية حدوث سرطان الرئة
يعرف إنه هو أحد الأمراض الخطيرة التي تصيب الرئة، ويتصف بحدوث انقسامات خلوية غير مضبوطة للخلايا الحية في الرئة، ولاسيما الخلايا الظهارية التي تبطن جدران القصبات الهوائية والقصيبات والشعب الهوائية وفروعها، وتمتلك هذه الخلايا المنقسمة القدرة على غزو النسج الأخرى للرئة والانتشار فيها، إما عن طريق نمو مباشر باتجاه نسيج مجاور أو الانتقال وغزو أنسجة بعيدة في عملية يطلق عليها اسم “النقيلة الورمية”.
إن معظم أنواع السرطان التي تبدأ في الرئة والمعروفة باسم سرطان الرئة الأولي هي التي تنشأ من تكاثر الخلايا الظهارية. حيث تقوم العوامل المسرطنة بإحداث تغييرات على مستوى الحمض النووي داخل النواة في الخلايا الرئوية، مما يؤثر على وظائفها الطبيعية. بما في ذلك تكاثر الخلايا، وموت الخلايا المبرمج وفشل إصلاح الحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين (DNA).
يؤدي التعرّض المستمر والتراكمي للمواد المسرطنة إلى تغيرات خطيرة في الحمض النووي الموجود بأنسجة بطانة القصبات والشعب الهوائية من الرئتين أي: النسج الظهارية التي تبطن الشعب الهوائية وفروعها والتي تقوم بالأصل بوظائف لا غنى عنها في ترطيب الهواء المستنشق وتنقيته وتخليصه من العوامل المرضية المختلفة وظيفة مناعية.
في بداية التعرض لهذه العوامل المسرطنة قد تكون الرئتان قادرتين على إصلاحتلف خلاياها وتعويضها، إلا أن التلف الذي يتراكم على الخلايا المبطنة للرئة يتزايد مع تكرار التعرض للمادة المسرطنة، مثل: الدخان. وبمرور الوقت يدفع ذلك التلف المديد بالخلايا الرئوية لسلوك شاذ غير سوي يؤثر على انقسام الخلايا، ويؤدي في النهاية إلى حدوث السرطان.
اسباب سرطان الرئة
إن التعرض الطويل المسرطنات الرئة على اختلاف أنواعها، وكذلك الكمية المستنشقة من المواد الضارة تزيد من فرص الإصابة بسرطان الرئة. ولكن عند التوقف عن التدخين مثلا، فإن فرص تسرطن خلايا الرئة تتناقص بإطراد، لأن الضرر الحاصل بالرئتين يندمل. وكذلك فإن الجسيمات المسرطنة تضمحل مع مرور الأيام، وعلى العكس فكلما بالغ المرء في التدخين ارتفعت فرصة إصابته بسرطان الرئة وتتعلق فرصة الإصابة كذلك على طول الفترة التي يستمر فيها الشخص في التدخين. فالتدخين في سن مبكرة يعني زيادة فرصة الوقوع في براثن سرطان الرئة ولكن بمجرد الإقلاع عن التدخين، فإن خطر الإصابة بسرطان الرئة يبدأ بالتلاشي التدريجي خلال 15 سنة تقريباً. ونستطيع أن نستخلص مما سبق أن أسباب سرطان الرئة تندرج تحت سببين رئيسيين هما:
أولا: الأسباب البيئية لسرطان الرئة (تلوث الهواء)
يعد التعرض للدخان هو السبب الرئيسي لحالات سرطان الرئة (حوالي 85%) كما أن الشريحة السكانية الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة هم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، ولديهم تاريخ مرضي من تدخين (تعاطي) التبغ أو التعرض لمجموعة من الأدخنة لفترات طويلة، مثل: أدخنة الرادون والأسبست، ومن أهم تلك الأسباب:
تدخين التبغ (السجائر)
لم يكن سرطان الرئة شائعا قبل ظهور تدخين السجائر، إذ تشير التقديرات إلى أن التدخين يتسبب بحوالي 90% من أغلب أسباب السرطانات عند الرجال وأقل من ذلك بقليل عند النساء. ويعد التدخين المساهم الرئيسي في الإصابة بسرطان الرئة. وهناك عدة عوامل تؤثر في مدى الإصابة بسرطان الرئة ومنها :
- بداية ممارسة عادة التدخين، فكلما كان في سن مبكر زادت احتمالية خطر الإصابة.
- فترة التدخين، كلما طالت فترة التدخين، كلما زادت احتمالية خطر الإصابة وكذلك عدد السجائر التي تدخن في اليوم.
- وقت الإقلاع عن التدخين، فبمجرد التوقف فإن احتمالية خطر الإصابة تنخفض.
- التدخين السلبي يزيد من خطر الإصابة.
ما التدخين السلبي ؟
يعرف كذلك باسم التدخين البيئي للتبغ، يشمل استنشاق الدخان الذي ينفثه المدخن نفسه والدخان الذي يأتي مباشرة من منتج التبغ المحترق. يحتوي الدخان السلبي كذلك على مواد مسرطنة وسامة.
إن التدخين السلبي هو استنشاق غير المدخنين من الهواء الملوث بدخان السجائر المنبعث من المدخنين الآخرين. يزيد هذا النوع من التدخين من خطر الإصابة بسرطان الرئة إذ بينت الدراسات المختلفة أن حوالي 3% من حالات سرطان الرئة أحدثها التعرض غير المباشر للدخان. ولاسيما في أماكن العمل أو المنازل التي يتجاور فيها المدخنون مع غير المدخنين. فاستنشاق دخان التبغ من المدخنين الآخرين يمثل عامل أكثر خطورة من التدخين المباشر. وقد أظهرت الأبحاث أن غير المدخنين الذين يقيمون مع مدخن معرضون لخطر حقيقي للإصابة بسرطان الرئة مقارنة مع غيرهم من غير المدخنين.
ولكن ليس فقط الدخان هو الذي يثير القلق، إنما مخلفات الدخان أيضاً التي تعلق بشعر المدخن وملابسه. وكذلك بالوسائد والسجاد وغيرها، وهو الأمر الذي يعرف باسم التدخين بعد السلبي يمكن أن يمثل خطورة، لاسيما على الأطفال.
غاز الرادون
الرادون هو غاز مشع عديم اللون والطعم والرائحة، خامل كيميائياً شديد السمية و غير قابل للاشتعال. لا يتحد مع أي من العناصر أو المركبات الأخرى في الطبيعة وهو منتج طبيعي من اليورانيوم، ويعد من مصادر الإشعاع الطبيعي. يعد التعرض لغاز الرادون ثاني سبب رئيسي لسرطان الرئة بعد التدخين. تعزى حوالي %12 من وفيات سرطان الرئة إلى غاز الرادون.
ينبعث هذا الغاز بالتحلل الطبيعي لليورانيوم في التربة والصخور والماء، ويصبحجزءاً طبيعياً من الهواء الذي نتنفسه. وقد تتراكم النسب غير المأمونة من الرادون في أي بناء بما في ذلك المنازل السكنية، وبعد الاستنشاق المستمر للرادون وفي أثناء وجوده في الرئة تتولد منه عناصر صلبة نووية، كالبولونيوم والرصاص المشعين. هذه المركبات المتولدة هي ذات نشاط إشعاعي وتبقى داخل الرئة، حيث تصيب إشعاعاتها الأنسجة الرئوية وخلاياها وتدمر الحمض النووي في الرئة، وتسبب سرطان الرئة.
الأسبست
الأسبست هو مجموعة من المعادن الناعمة تتكون على شكل ألياف، المكونة من بلورات متأينة من أملاح السليكا، في صورة ألياف صغيرة جداً لا ترى بالعين المجردة وتحتاج إلى مجهر لنتمكن من رؤيتها. وتستخرج ألياف الأسبست من مناجم خاصة، وهي مواد غير عضوية تحتوي على عديد من المعادن الطبيعية التي يدخل في تركيبها أملاالسيليكات. وله ثلاثة أنواع هي الأسبست الأبيض والأزرق والبني.
يسبب الأسبست ورم المتوسطة (أورام الأغشية المصلية الخبيثة) (Mesothelioma) التي تحدث في الرئة وهذا الورم نادر الحدوث عند غير المتعرضين للأسبست. ويكاد لا يشخص عندهم ولكنه عند الذين يتعرضون لألياف الأسبست فهو يحدث كثيراً ويزيد معدل الحدوث عند المتعرض إلى ألف مرة مقارنة مع غير المتعرضين للأسبست. ويسبب الأسبست كذلك سرطانا يسمى سرطانة قصبية المنشأ (Bronchogenic Carcinoma). وكذلك فإن معدل وقوع هذا النوع الأخير من السرطان عند المتعرضين للأسبست هو أكبر بخمس مرات مقارنة مع غير المتعرضين لغبار الأسبست.
يعمل الأسبست بعكس كل الأتربة غير العضوية الأخرى التي تسبب تليفات في الرئة كمنشيء للأورام الخبيثة، وكمحفز للسرطانات. ويعود السبب الأساسي للتسبب بهذه الأمراض إلى أن ألياف الأسبست غير قابلة للانحلال. وهي غالبا ذات أبعاد مجهرية صغيرة جدا تمكنها من الولوج السهل إلى خلايا الرئة والتسبب في مضاعفات خطيرة لها .
ثانياً : الأسباب غير البيئية (غير المتعلقة بتلوث الهواء)
- التاريخ المرضي السابق لإصابة الجهاز التنفسي
- إن الإصابة السابقة بمرض سبب ندبات في الرئتين، قد يكون عاملا محتمل الخطورة لنوع من سرطان الرئة يسمى السرطانة الغدية، وكذلك الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن المرتبط مع زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.
- يكون الأشخاص المتعافون أو الناجون من إصابة سابقة بسرطان الرئة هم أنفسهم معرضون لخطر الإصابة بسرطان الرئة للمرة الثانية بدرجة كبرى عن عامة الناس يقترب خطر الإصابة من نسبة 6% في الناجين من سرطان الرئة صغير الخلية.
- التاريخ العائلي والعوامل الوراثية
- تزداد احتمالية خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة %51% إذا كان الشخص له قريب من الدرجة الأولى مصاب بسرطان الرئة، ويزداد الخطر إذا كان المصاب أخاً أو أختاً. وهذه الاحتمالية متواجدة بغض النظر عما إذا كان الشخص مدخناً أم لا.
- السوابق المرضية الشخصية للإصابة بسرطان الرئة.
- النقائل السرطانية إلى الرئتين
- يمكن أن تنتقل معظم الأورام إلى الرئة، وبالمقابل فإن سرطانات الرئة تنتقل إلى كثير من الأعضاء الأخرى في الجسم، ولاسيما الكبد والدماغ، عندما ينتقل سرطان ما من خارج الرئة إلى الرئة فإن خلايا السرطان المتكون في الرئة تكون مماثلة لتلك الموجودة في الورم الأصلي أو الأساسي فإذا ما انتشر سرطان الثدي مثلا إلى الرئتين، فسيتكون الورم الثانوي من خلايا الثدي غير الطبيعية، وليس من خلايا الرئة غير الطبيعية، ويسمى هذا سرطان الرئة الثانوي.
كيف تنتشر النقائل السرطانية إلى الرئة ؟
يحدث انتشار الورم الخبيث إلى الرئة بأربع طرق هي:
- عن طريق اختراق التجويف الجنبي.
- عن طريق الأوعية اللمفاوية بنقل الخلايا السرطانية إلى الغدد اللمفاوية القريبة من الرئة ثم ينتشر إلى الرئة.
- عن طريق الأوعية الدموية بنقل الخلايا السرطانية الشاذة من العضو المصاب إلى الرئة. وهو الطريق النموذجي لانتقال الساركومة (نوع من أنواع السرطان).
- عن طريق الزرع أو الانغراس فقد تنتشر الخلايا السرطانية إلى الأعضاء الرئوية القريبة من الورم الرئيسي.
مضادات السرطان قد تسبب السرطان
إن الأدوية المثبطة للمناعة التي تعطى للمرضى المصابين ببعض الأمراض المناعية، أو المرضى السرطان، أو بعد عمليات زرع الأعضاء قد تسبب نقص المناعة كاثر جانبي شائع لعدد كبير من أنواعها المختلفة. ويعود ذلك إلى أن أغلب هذه الأدوية تعمل على نحو غير انتقائي، فتقتل الخلايا المريضة والسليمة معا دون تفريق بينهما. مما يؤدي إلى زيادة في قابلية العدوى وانخفاض الترصد المناعي للسرطان. ويلاحظ أن المرضى الذين يأخذون عقاقير مثبطة للمناعة بعد زراعة أعضاء لهم يتضاعف لديهم خطر الإصابة بسرطان الرئة.
الإصابة بأمراض نقص المناعة
إن جميع الأمراض المناعية التي تقوم بخفض المناعة عموماً، أو تسبب تدهور المناعة تزيد من مخاطر سرطان الرئة. وعلى سبيل المثال فقد تبين أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب أو (الإيدز) معرضون أكثر من غيرهم بثلاث مرات للإصابة بسرطان الرئة.
مكملات البيتا كاروتين لدى المدخنين الشرهين
يزيد تناول مكملات البيتا كاروتين (حبوب) من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة. وخصوصاً لدى المدخنين الذين يدخنون علبة سجائر أو أكثر يوميا وتكون احتمالية الخطر أعلى لدى المدخنين الذين يتعاطون المشروبات الكحولية كل يوم. وينصح بضرورة تجنب مادة البيتا كاروتين للمدخنين، أو المرضى الأكثر عرضة لمادة الأسبست. كما ينصح الابتعاد عن تناولها إلا في حالة الضرورة فقط.
زيادة مستويات فيتامين B في الدم
ترتبط المستويات العالية من فيتامين B في الدم بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 15%، وفقاً لدراسة دولية كبرى نشرت حديثاً. وهذا هو سبب إضافي لتجنب استخدام المكملات الغذائية بدون استشارة الطبيب، وتشجيع تناول غذاء صحي ومتنوع ومتكامل.
لمزيد من المعلوات عن التغذية : تعرف على 19 من أفضل الأطعمة الصحية لتقوية جهاز المناعة
سرطان الرئة بين النوع والمرحلة
إن الرئتين من أكثر أعضاء الجسم تعرضاً للإصابة بالأورام أو السرطان فسرطان الرئة هو نمو غير منضبط وغير طبيعي للخلايا، سواء في رئة واحدة أو في الرئتين، مشكلاً ورماً سرطانياً يعرقل من النشاط والوظيفة الفيزيولوجية للرئة. وتختلف أنواع سرطانات الرئة تبعاً لطبيعة الخلايا الورمية إلى نوعين، هما:
- الورم الحميد (Benign Tumor) وضرره محدود، وتبلغ نسبته حوالي 10-15% من أورام الجهاز التنفسي.
- الورم الخبيث (Malignant Tumor)، ويسمى سرطان الرئة، وينقسم بدوره إلى قسمين هما: السرطانات الأولية التي تمثل غالبية الحالات وتنشأ في الرئة نفسها، والسرطانات الثانوية التي تنشأ خارج الرئة، ثم تنتقل إلى الرئة من عضو آخر مصاب.
بينما تختلف أنواع سرطانات الرئة تبعاً لمكان نشأة الورم السرطاني، فإذا بدأت الخلايا السرطانية داخل الرئة، سمي سرطان الرئة الأولي. وإذا بدأت الخلايا السرطانية خارج الرئة، ثم انتقلت إلى الرئة عن طريق الدم أو اللمف سمي سرطان الرئة الثانوي.
سرطان الرئة الأولي
هذا النوع هو الذي يحدثه التدخين أو استنشاق ملوثات أخرى مثل الرادون أو الأسيست بسبب التهيج المستمر الذي تحدثه المادة المسرطنة في الخلايا المبطنة للجدران الداخلية للقصبات والمسالك التنفسية وإثارتها وترسب هذه المواد على هذه المسالك، مما يدفع بعض الأنسجة والغدد في جدار القصبات والشعب الهوائية إلى النشاط والتكاثر لكي تتغلب على هذه الأجسام الغريبة الملتصقة بها.
وتكون النتيجة حدوث ورم مجهري دقيق من المجموعات الخلوية في البداية، وسرعان ما يكبر الورم شيئاً فشيئاً وتتحول طبيعة التكاثر بين الخلايا إلى صورة شاذة لا تخضع معها القوانين الجسم وتنفلت تماماً من جميع الضوابط الفيزيولوجية والبيولوجية التي تتحكم بانقسام الخلايا في الحالات الاعتيادية، وينتهي الأمر إلى تكوين الأورام الخبيثة وتطورها القاتل بأنواعه المختلفة.
سرطان الرئة الثانوي (النقائل)
حينما ينشأ ورم سرطاني في مكان ما بالجسم ويتعدى مكان الإصابة، حيث يقوم خلال نموه وتكاثره بغزو وعاء دموي أو لمفاوي، فإن الخلايا السرطانية تسير مع مجرى الدم أو اللمف وتنتقل إلى القلب والرئتين عبر الدورة الدموية، وكذلك إلى جميع أعضاء الجسم وأنسجته المختلفة، وتسمى النقائل الورمية.
تبقى بعض هذه الخلايا في أنسجة الرئتين وبعضها يغادرها إلى الأعضاء الأخرى مثل الكبد والجهاز العصبي المركزي، والعظام، وغير ذلك من أنسجة الجسم، وتتكاثر الخلايا الشاذة في هذه الأماكن الجديدة، ومنها تتكون السرطانات، وأهم سرطانات الأعضاء التي تنتقل إلى الرئتين هي الثدي والغدة الدرقية، والمعدة والأمعاء والكبد، والجهاز البولي والتناسلي، والعظم.
مراحل سرطان الرئة
إن تحديد مرحلة السرطان التي وصل إليها المريض من شأنها أن تمكن مقدمي الرعاية الصحية من معرفة درجة المرض أو شدته وتمنحهم القدرة على اتخاذ القرار حول نوع المعالجة المطلوبة وأسلوب تدبير المرض. وتمكنهم أيضا من تصور النتائج المتوقعة لتلك المعالجة أي تحدد وتتوقع مال المرض. يوصف سرطان الرئة أحيانا بأنه محدود، أو موضعي أو منتشر، أو ممتد. وثمة بعض التعابير المباشرة السهلة التي قد تصف مراحل السرطان بحسب موضعه والتي ربما يستعملها مقدمو الرعاية الصحية في أثناء تثقيف المرضى وشرحهم للمرض، وهذه المراحل هي:
- سرطان الرئة الموضعي أو المحدود
- يكون هذا السرطان متموضعا في جانب واحد من الصدر، وعلى جزء واحد فقط من الرئة والعقد اللمفاوية القريبة منها، ومن المعروف أن الغدد اللمفاوية التي تقع خارج الرئتين في هذه المرحلة مازالت قادرة على العمل كمنظومة مناعية وتقوم بعملية اصطياد الخلايا السرطانية التي تريد مغادرة الرئة للانتشار نحو الخارج.
- سرطان الرئة الممتد أو المنتشر
- تدل كلمة ممتد أو منتشر على أن السرطان قد انتشر إلى ما هو أبعد من رئة واحدة في هذه المرحلة يكون السرطان قد انتشر إلى مناطق أخرى من الصدر أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.
التصنيف المرحلي الدولي لسرطان الرئة
يستند التصنيف المرحلي لسرطان الرئة إلى الوقت الذي أجري فيه، ويعتمد في الوقت نفسه على التصنيف الإكلينيكي (السريري) والجراحي. يُجرى التصنيف الإكلينيكي قبل إجراء العملية الجراحية. ويستند إلى نتائج دراسات التصوير مثل: الأشعة المقطعية، والمسح البوزيتروني، ونتائج الخزعة. يجرى التصنيف الجراحي أثناء العملية الجراحية، أو بعد إجراء هذه العملية. ويستند إلى كل النتائج الجراحية والسريرية، بما في ذلك أخذ العينات الجراحية للغدد اللمفاوية الصدرية.
وعموماً فإن مراحل سرطان الرئة تعتمد على:
- حجم سرطان الرئة.
- مدى عمق السرطان وتغلغله في الأنسجة المجاورة واختراقه لها، مثل: جدار الصدر.
- مدى انتشار خلايا سرطان الرئة سواء إلى العقد اللمفاوية، أو غزوها لأجزاء أخرى من الجسم.
إن تصنيف الورم والعقد اللمفية والنقائل، والمعروف باسم (TNM) يعتمد على حجم الورم، وعدد العقد اللمفية المصابة وعلى النقائل، وهو نظام طبي يصنف الورم أو السرطان بحسب حجمه، وانتشاره في أعضاء الجسم. يعتمد النظام على قياس حجم الورم، وعن طريق الفحوص المختبرية والتصويرية يحدد مدى انتشار المرض في العقد اللمفاوية وأعضاء الجسم.
يعبر الحرف (T) عن حجم الورم، ويعبر الحرف (N) عن عدد العقد اللمفاوية المصابة وانتشار الورم فيها، ويعبر الحرف (M) عن انتقال الورم في أعضاء الجسم ويوضع الحرف (X) عندما يصعب وضع الورم في أي من التقسيمات السابقة. يعد هذا التصنيف أساساً ضرورياً لاختيار الطريقة العلاجية المناسبة وما وصل إليه المرض والتنبؤ بمساره، ويصنف إلى أربع مراحل كما في الشكل التالي:
أعراض سرطان الرئة وطرق تشخيصه
تكمن خطورة سرطان الرئة في عدم وجود أعراض مبكرة، وقلما يؤدي سرطان الرئة إلى ظهور أعراض أو علامات في مراحله المبكرة، مما يجعل تشخيصه متأخراً في معظم الحالات. وربما يبدأ القلق من احتمال إصابة فرد ما بسرطان الرئة وتساور الطبيب الشكوك عندما يلاحظ نتائج غير طبيعية في الصور الشعاعية لصدر المريض كصور الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب أو عندما يكون السرطان قد وصل المرحلة ظهور أعراض مرضية تحتمل الإصابة بالسرطان مثل: السعال المدمي وضيق التنفس وآلام الصدر والشعور بالتعب وفقدان الوزن.
ولكن قد لا تظهر أعراض سرطان الرئة وعلاماته إلا إذا كان المرض في مرحلة متقدمة وقد تستغرق سنوات لكي تتجلى وتظهر وربما لا يكتشف الطبيب إصابة المريض إلا بعد أن ينتشر سرطان الرئة الأولي في بعض أعضاء الجسم والتي تتجلى سريريا بأعراض العضو المصاب وعلامات سرطان الرئة المنتقل إليها. وأما الأماكن الشائعة التي ينتشر فيها سرطان الرئة فتشمل أجزاء أخرى من الرئتين والعقد اللمفاوية القريبة منهما والعظام والدماغ والكبد وغيرها من أعضاء الجسم.
أولاً: الأعراض المبكرة لسرطان الرئة
وتتضمن مجموعة من الأعراض الخاصة بالجهاز التنفسي (السعال، نفث الدم. الأزيز، ضيق النفس)، والأعراض العامة الضعف والحمى وفقدان الوزن وتعجر الأصابع)، وأعراض ناتجة من ضغط الورم على البنى الهيكلية المجاورة (ألم الصدر. الم العظم، صعوبة البلع، بحة الصوت)، وسوف نستعرض المخطط التالي:
ثانياً: الأعراض المتأخرة لسرطان الرئة
مع تقدم المرض تنتشر نقيلات من سرطان الرئة إلى بعض أجزاء الجسم وتعتمد الأعراض الإضافية على موقع الأورام الجديدة، ومن هذه الأعراض:
- الالتهابات الرئوية الجرثومية:يمكن أن يؤدي سرطان الرئة إلى انسداد مجرى الهواء. مما يسبب صعوبة في التنفس وتجمع الإفرازات، وقد يؤدي إلى التهاب رئوي أو خراج رئوي لا يستجيب للعلاج بسهولة.
- الانصباب الجنبي:تراكم السائل في الجنبة (الأغشية المبطنة للرئتين) يعيق التنفس ويسبب ألمًا شديدًا في الصدر.
- ضخامة الصدر وانتفاخ الرقبة:قد يحدث تضخم في أعلى الصدر وبروز في القفص الصدري مع انتفاخ الأوردة بسبب ضغط الورم على الأوردة الرئيسية. مما يسبب تورمًا في الوجه والعنق والصدر العلوي والذراعين، بالإضافة إلى تورم العقد اللمفاوية في الرقبة أو الترقوة.
- العلامات الهضمية:قد يصاب المريض بصعوبة في بلع الطعام بسبب ضغط الورم على المريء. وقد يحدث اليرقان (اصفرار الجلد والعينين) عند انتشار السرطان إلى الكبد.
- تعجر رؤوس الأصابع:هو تشوه في الأصابع والأظافر. ويعرف أيضًا بأصابع مضرب الطبل أو أظفار زجاجة الساعة، وقد يكون مصاحبًا لعدد من الأمراض.
- الأعراض والعلامات العظمية:يشتكي المرضى من آلام في العظام، خاصةً في الظهر، الأضلاع، أو الوركين، وقد تحدث كسور عظمية بسهولة.
- متلازمة هورنر:تنجم عن غزو ورم بانكوست (سرطان قمة الرئة) للجهاز العصبي الودي. مما يؤدي إلى أعراض مثل تدلي الجفن، تضيق حدقة العين، وغياب التعرق في جانب واحد من الوجه، بالإضافة إلى ألم في الكتف.
- متلازمات الأباعد الورمية (Paraneoplastic syndrome):هي مجموعة من الأعراض والاضطرابات غير الشائعة التي لا تنتج عن انتشار الخلايا السرطانية مباشرةً. بل عن إفراز الأورام لمواد مثل الهرمونات أو السيتوكينات، أو كاستجابة مناعية للجسم ضد الورم.
تشخيص سرطان الرئة
يعتمد تشخيص الإصابة بسرطان الرئة على قيام الطبيب بمجموعة من الفحوص اللازمة، فإذا ما اشتبه الطبيب بسرطان الرئة لسبب ما، فإنه يقوم بالتحدث مع المريض. وتقصي التاريخ المرضي والسوابق المرضية والعائلية، وبعد إنجاز الفحص البدني الشامل. ولاسيما فحص الصدر بالسماعة يطلب الطبيب تصوير الصدر بالأشعة السينية والفحص المختبري للبلغم أي القشع.
إن التصوير البسيط للصدر بالأشعة السينية هو أحد الخطوات التشخيصية الأولية. كما تستخدم الأشعة المقطعية لتوفير معلومات أكثر حول نوع ومدى انتشار المرض. ويمكن للفحص بالأشعة المقطعية كشف الآفات الصغيرة الرئوية وتحديد مكان وحجم الأورام والآفات غير الطبيعية في الرئة التي قد يتعذر اكتشافها بالأشعة السينية.
- التصوير بالأشعة السينية:يمكن أن يكشف عن اشتباه بسرطان الرئة أو أمراض أخرى مثل السل والالتهابات الرئوية، حيث تظهر ككتل أو عقيدات غير طبيعية.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يوصى به لمراقبة العقد الرئوية، ولكن يجب استخدامه بحذر لتجنب التعرض المفرط للإشعاع الذي يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) هو فحص تصويري يستخدم مادة إشعاعية مقتفية (مزيج من الجلوكوز ومادة مشعة) تحقن في المريض وريديًا. ويتم امتصاصها بكميات أكبر وبسرعة أكبر بواسطة الخلايا السرطانية مقارنة بالخلايا الطبيعية
- فحص عينة القشع (البلغم):مادة كثيفة ولزجة تفرزها الأنسجة المخاطية في الجهاز التنفسي. وتزداد إفرازاته في حالات مثل نزلات البرد والأمراض الرئوية المزمنة والسل وسرطان الرئة. يجب أن يؤخذ البلغم الذي يخرج بعد سعال عميق، وخاصة في الصباح.
- الخزعة (العينة النسيجية):إجراء لأخذ عينة من الخلايا غير الطبيعية، ويمكن للطبيب أن يقرر إجراءها.
- تصوير العظم بالتفرس النووي: وهي أداة هامة للكشف عن النقيلات السرطانية (الورم الثانوي) في العظم، خاصة تلك المنتشرة من سرطان الرئة.
الوقاية من السرطان
يمكن الوقاية من السرطان بشكل عام وسرطان الرئة بشكل خاص عن طريق تجنب العوامل المحتملة التي تزيد من خطر الإصابة. الكشف المبكر والعلاج الفعال يمكن أن يحدا من انتشار سرطان الرئة، حيث تتراوح نسبة الوقاية الممكنة من 30% إلى 50% إذا تم مكافحة العوامل المسرطنة باستخدام طرق مدعومة بالأدلة. يعتبر تعاطي التبغ من أبرز العوامل المرتبطة بسرطان الرئة، حيث يسبب 22% من الوفيات الناجمة عن السرطان عالميًا.
تعتمد الوقاية من سرطان الرئة على مجموعة من القرارات والإجراءات التي تهدف إلى تقليل معدلات الإصابة والكشف المبكر عن المرض. تقسم مستويات الوقاية إلى أربعة:
- الوقاية الأساسية: تعزيز الصحة العامة وتحسين الظروف الاجتماعية والنفسية والبيئية.
- الوقاية الأولية: مكافحة العوامل الخطرة مثل التدخين وتلوث الهواء.
- الوقاية الثانوية: الكشف المبكر عن مرض السرطان وتقديم العلاج المناسب.
- الوقاية الثلاثية: التخفيف من آثار المرض ومعالجة المضاعفات.
تتداخل هذه المستويات، حيث تشمل الوقاية الأساسية والأولية مكافحة العوامل الخطرة قبل تأثيرها. بينما تركز الوقاية الثانوية والثالثية على الكشف والعلاج.
الوقاية من المسرطنات الرئوية في العمل
- على مستوى الدولة والمجتمع:يتضمن وضع التشريعات والخطط المتكاملة للصحة والسلامة المهنية، وتسجيل الأمراض المهنية، وإجراء الدراسات لتحديد حجم المشكلة.
- على مستوى بيئة العمل:يشمل تقييم الأثر البيئي. اختيار التقنيات الأقل تلوثًا، عزل العمليات الخطرة، الصيانة المستمرة للمعدات، الترطيب المستمر، وقياس معدل التلوث.
- على مستوى العمال:يتطلب من إدارة المعمل أو المصنع حماية العمال ووقايتهم من المسرطنات والملوثات المهنية.
التغذية والفيتامينات .. هل تقي من سرطان الرئة ؟
إن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات الطازجة يزود الإنسان بحاجته اليومية من الفيتامينات الضرورية الكافية لنموه وللمحافظة على صحته ومناعته الطبيعية ضد الأمراض عموما. كما بعض الدراسات بينت أن الناس الذين يعيشون على أنظمة غذائية تحتوي نسباً عالية من الخضراوات والفواكه لديهم خطر إصابة أقل بالسرطانات بصفة عامة وبسرطان الرئة بصفة خاصة، نتيجة للصلة بين تناول الخضراوات والفواكه وبين قلة التدخين.
وأما تناول جرعات أكبر من المراص الفيتامينات فقد تكون ضارة. وعلى سبيل المثال، كان الباحثون يأملون في تقليل خطر إصابة المدخنين الذين يتناولون مكملات بيتا كاروتين بسرطان الرئة. ولكن أوضحت النتائج الحديثة أن الكميات المرتفعة من البيتا كاروتين تزيد خطر إصابة المدخنين بالسرطان وقد وجد باحثون آخرون أن الاستخدام طويل الأمد للمكملات الغذائية من فيتامينات E .D CA لم يقلل من خطر الإصابة من سرطان الرئة.
التحري عن سرطان الرئة
يهدف التحري عن سرطان الرئة إلى الكشف المبكر عن المرض لدى الأفراد الأصحاء المعرضين لخطر الإصابة. وذلك لزيادة فرص العلاج والشفاء.
- يتم التحري باستخدام التصوير المقطعي المحوسب منخفض الجرعة (LDCT) مرة واحدة سنوياً.
- لا ينصح بتحري سرطان الرئة لجميع الأفراد، بل يقتصر على الفئات المعرضة للخطر بشكل كبير.
- لا يوصى بالتحري للأشخاص الذين يعانون من ضعف في وظائف الرئة، أو حالات صحية خطيرة تجعل الجراحة صعبة، أو من يحتاجون للأكسجين المكمل، أو من عانوا من فقدان وزن غير مبرر، أو سعال مصحوب بالدم مؤخراً، أو خضعوا لفحص CT للصدر في العام الماضي.
الفئات المستهدفة بتحري سرطان الرئة
- المدخنون الحاليون والسابقون الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا ولديهم تاريخ تدخين مكثف (30 سنة/علبة أو أكثر).
- المدخنون السابقون الذين أقلعوا عن التدخين ولكن لديهم تاريخ تدخين مكثف.
- الأشخاص الذين عولجوا من السرطان منذ أكثر من خمس سنوات.
- الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر أخرى مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو التعرض للأسبستوس.
نتائج فحص سرطان الرئة
- عدم اكتشاف إصابات أو علامات غير طبيعية:في حال عدم وجود شذوذ، قد يوصي الطبيب بتحرٍ آخر خلال عام. أو قد يقرر عدم جدوى الفحص السنوي للمرضى الذين يعانون من مشكلات صحية كبيرة.
- وجود كتلة أو عقيدات بالرئة:يمكن أن تظهر كبقع صغيرة في الرئتين، وقد تكون ناتجة عن أمراض أخرى غير سرطانية.
- العقيدات الصغيرة:لا تتطلب معظمها إجراءً فوريًا ويمكن مراقبتها في الفحص السنوي التالي. مع احتمالية الحاجة لفحص إضافي بالتصوير المقطعي المحوسب لتقييم النمو.
- العقيدات الكبيرة:غالبًا ما تكون سرطانية وتستدعي إحالة المريض إلى اختصاصي أمراض الرئة لإجراء اختبارات إضافية مثل الخزعة أو التصوير.
التحري عن المخاطر التي يتعرض لها المريض
- التعرض للإشعاع:التعرض للإشعاع أثناء التصوير المقطعي المحوسب منخفض الجرعة، والذي يعادل نصف كمية الإشعاع الطبيعي الذي يتعرض له الإنسان سنويًا.
- الخضوع لتحريات إضافية:في حال وجود بقع مشتبه فيها، قد يحتاج المريض لفحوصات إضافية وغازية أو باضعة مثل الخزعة، مما يعرضه لمخاطر إضافية.
- اكتشاف سرطان غير قابل للعلاج أو غير ضار:قد يؤدي الفحص إلى اكتشاف سرطان متقدم لا يستجيب للعلاج، أو سرطان بطيء النمو لا يسبب أعراضًا وقد لا يحتاج للعلاج.
- فشل الكشف عن السرطان أو اكتشاف مشكلات صحية أخرى:قد لا يكشف الفحص عن السرطان الموجود، أو قد يكشف عن مشكلات صحية أخرى مثل انتفاخ الرئة وتصلب الشرايين، مما يؤدي إلى فحوصات وعلاجات إضافية يمكن تجنبها.
معالجة سرطان الرئة
يعتمد علاج السرطان ونتائجه على المدى الطويل على نوعه وإلى أية مرحلة وصل إليها ودرجة انتشاره وعلى صحة المريض العامة. ومعظم سرطانات الرئة التي لم تكتشف مبكرا تبقى غير القابلة للعلاج وتشمل العلاجات الشائعة الاستئصال الجراحي للورم والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والمعالجات الملطفة والمسكنة للألم سرطاني المنشاء. كما أنه يجب التأكيد على أن نجاح المعالجة يعتمد على ثلاثة مبادي، أساسية، وهي:
- الكشف المبكر عن سرطان الرئة:يؤدي إلى تحسينات كبيرة في حياة المصابين، وتقليل الوفيات والمضاعفات، وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة.
- إتاحة العلاج المبكر:التشخيص المبكر ضروري لجميع الأمراض، وخاصة السرطان. حيث أن غياب التشخيص المبكر يؤدي إلى اكتشاف المرض في مراحل متأخرة قد لا يكون فيها العلاج الشافي متاحًا.
- الانتقاء والتحري الجيد للحالات المصابة:يهدف إلى الكشف عن الحالات التي تشير إلى وجود أنواع معينة من السرطان أو حالات سابقة لديه، وإحالة الأفراد الذين لا تظهر عليهم أعراض إلى المستشفيات للتشخيص والعلاج السريع.
معالم على طريق علاج سرطان الرئة
- تتطلب معالجة سرطان الرئة جمع معلومات شاملة عن حالة المريض لوضع خطة علاج مناسبة. حيث أن معرفة مرحلة المرض عند التشخيص حاسمة لتحديد فرص البقاء على قيد الحياة.
- غالبًا ما يشخّص سرطان الرئة في مراحل متأخرة (منتشر أو موضعي في العقد اللمفاوية)، مما يقلل من فرص البقاء بسبب حساسية الرئة للعلاجات.
- تتراوح فرص البقاء على قيد الحياة لمدة سنتين لمرضى سرطان الرئة حوالي 25%، وتنخفض إلى 15% بعد خمس سنوات.
- تهدف المعالجات إلى السيطرة على السرطان، تحسين نوعية حياة المريض، وتخفيف الأعراض، مع الحرص على تقليل الآثار الجانبية للعلاجات التي تؤثر على الخلايا الطبيعية والسرطانية.
استراتيجيات معالجة سرطان الرئة
أولاً: المعالجة الكيميائية (Chemotherapy)
تشير المعالجة الكيميائية إلى استخدام أدوية مركبة تهدف إلى قتل الخلايا سريعة النمو، مثل خلايا السرطان. تحقن هذه الأدوية عادةً في الوريد مباشرة أو تعطى عبر أنبوب رفيع يسمى القنطرة الوريدية المركزية، والتي تبقى في الجسم لفترة طويلة. يمكن أيضًا تناول بعض الأدوية على شكل حبوب. تعطى الأدوية عادةً في مجموعات على مدى أسابيع أو شهور مع فترات للراحة لتعافي المريض.
تلعب المعالجة الكيميائية دورًا مهمًا في جميع مراحل سرطان الرئة، حيث تستخدم:
- بعد الجراحة لقتل الخلايا السرطانية المتبقية.
- قبل الجراحة لتقليل حجم الورم.
- في المراحل المبكرة من سرطان الرئة بالخلايا غير الصغيرة بالتزامن مع العملية الجراحية.
- مع المعالجة المستهدفة في المراحل المتقدمة لتخفيف الأعراض وتعزيز فرص الإطالة في حياة المرضى.
ثانياً: المعالجة بالعقاقير المستهدفة (Targeted Drug Therapy)
تستخدم هذه المعالجة أدوية مصممة لاستهداف نقاط ضعف محددة في الخلايا السرطانية أو الأنسجة المحيطة بها. تعطى هذه الأدوية عادةً على شكل حبوب أو عبر القنطرة الوريدية. وتعتبر فعالة بشكل خاص ضد الخلايا التي تحتوي على تغييرات جينية معينة.
تستخدم العديد من الأدوية العلاجية المستهدفة لعلاج سرطان الرئة، لكن معظمها مخصص للمرضى في مراحل متقدمة أو متكررة. من المهم أيضًا فحص الخلايا السرطانية لتحديد ما إذا كانت هذه الأدوية مفيدة للمريض. حيث أن بعض العلاجات لا تعمل إلا في وجود طفرات جينية معينة.
ثالثاً: المعالجة المناعية (Immunotherapy)
تعتبر المعالجة المناعية وسيلة علاجية حديثة تستهدف تعزيز استجابة الجهاز المناعي ضد سرطان الرئة. في حالات الإصابة، قد تمنع خلايا السرطان الجهاز المناعي من التعرف عليها ومهاجمتها، بسبب إنتاج بروتينات تؤثر على الخلايا المناعية. تركز المعالجة المناعية على تنشيط وتعزيز هذه الخلايا لمكافحة السرطان. ومع ذلك، تعتبر هذه العلاجات باهظة الثمن وغالبًا ما تُستخدم للأشخاص المصابين بسرطان الرئة المتقدم.
رابعاً: المعالجة الإشعاعية (Radiotherapy)
تستخدم المعالجة الإشعاعية أشعة سينية عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية. يمكن توجيه العلاج من خارج الجسم، وهو ما يعرف بالعلاج الإشعاعي الخارجي، أو من الداخل باستخدام إبر أو كتل مشعة بالقرب من الورم، ويُطلق عليه العلاج الإشعاعي الداخلي أو الموضعية.
يمكن أن تستخدم الأشعة كعلاج أساسي أو بالتزامن مع المعالجة الكيميائية أو الجراحة. غالبًا ما تستخدم بعد الجراحة لقتل الخلايا السرطانية المتبقية، وقد تكون الخيار الأول لعلاج سرطانات الرئة التي لا يمكن استئصالها. تلعب المعالجة الإشعاعية دورًا مهمًا في تخفيف الآلام وإزالة الانسداد في المسالك التنفسية، مما يساعد في تخفيف أعراض مثل ضيق التنفس والسعال، خاصة في حالات السرطان المتقدم.
خامساً: المعالجة الجراحية (Surgical Treatment)
تعتبر العمليات الجراحية الخيار الأمثل لعلاج سرطان الرئة في مراحله الأولى، حيث تتيح إزالة الورم السرطاني والأنسجة المحيطة به، مما يوفر أفضل فرص الشفاء عندما يكون المرض في مرحلة الانتشار الموضعي. يجب أن تجرى هذه العمليات بواسطة جراح متخصص في جراحة الصدر، يمتلك خبرة في علاج السرطان الرئوي وأمراض الصدر الخبيثة.
يتولى الطبيب المعالج مسؤولية تحديد ما إذا كان الورم قابلاً للإزالة. ليس جميع الأورام قابلة للاستئصال، خاصة إذا كانت قريبة من مناطق حساسة أو قد انتشرت إليها. كما أن الجراحة قد لا تكون الخيار الأفضل لبعض المرضى الذين يعانون من مشكلات طبية متعددة أو ضعف في وظائف الرئتين، مما يستدعي تقييمًا دقيقًا لحالة كل مريض قبل اتخاذ القرار.
أسباب ألم السرطان
يمكن أن يكون الألم ناتجًا عن عدة عوامل مرتبطة بالسرطان:
- نمو الخلايا السرطانية: عندما تنمو الخلايا السرطانية، قد تضغط على الأنسجة المجاورة، مما يؤدي إلى تلفها. هذا الضغط يمكن أن يؤثر على الأعصاب والعظام والأعضاء الأخرى، مما يسبب الألم.
- إفراز مواد كيميائية: قد تفرز الأورام مواد كيميائية تسبب الألم، أو يمكن أن يكون هناك تفاعل في جسم المريض مع هذه المواد مما يسهم في الشعور بالألم.
تأثيرات معالجة السرطان على الألم
تتسبب طرق علاج السرطان أيضًا في الألم، ومنها:
- الألم الناتج عن الجراحة: قد يحدث ألم في موضع الجراحة بسبب إزالة الورم. غالبًا ما يرتبط الألم بعد الجراحة بإصابة الأعصاب أثناء العملية.
- الألم الناتج عن العلاج الإشعاعي: يمكن أن يؤدي الإشعاع إلى احمرار الجلد، والإحساس بالحرقة، وألم شديد. بالإضافة إلى آثار جانبية مثل الإسهال وتقرحات الفم والتعب.
- الألم الناتج عن العلاج الكيميائي: قد يسبب العلاج الكيميائي ألمًا في الأعصاب واعتلالها. يمكن استخدام الأدوية لتخفيف هذه الآثار الجانبية، وتساعد تقنيات الاسترخاء أيضًا في إدارة الألم.
تظهر هذه العوامل أن الألم المرتبط بالسرطان يمكن أن يكون معقدًا ومتعدد الأبعاد، مما يستدعي استراتيجيات علاجية متنوعة للتخفيف منه.
كيفية معالجة الآلام الناجمة عن السرطان
توجد عدة طرق لمعالجة الألم الناتج عن السرطان، وتشمل:
- إزالة مصدر الألم: يمكن أن يتم ذلك من خلال الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، للتخلص من الورم أو تقليصه.
- أدوية تسكين الآلام: إذا لم تكن الطرق السابقة كافية، يمكن استخدام مسكنات الألم، والتي تشمل:
- الأدوية غير الأفيونية: مثل الأسبرين، الباراسيتامول، والإيبوبروفين، والتي يمكن تناولها بدون أو بوصفة طبية.
- الأدوية الأفيونية الضعيفة: مثل الكوديين.
- الأدوية الأفيونية القوية: مثل المورفين، أكسيكودون، هيدرومورفون، فينتانيل، والميتادون. تستخدم بعض هذه الأدوية في شكل أقراص أو شراب، بينما يمكن إعطاء الأخرى عن طريق الحقن أو التحاميل الشرجية.
- أدوية إضافية: تشمل مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للصرع والستيرويدات، حيث يمكن أن تساعد في تخفيف الألم.
- علاجات متخصصة: مثل تخدير الأعصاب، والذي يتم فيه حقن مخدر موضعي حول العصب أو داخله، مما يمنع الإشارات العصبية الخاصة بالألم من الوصول إلى الدماغ.
- علاجات بديلة: مثل الوخز بالإبر، والتدليك، والعلاج الطبيعي، والاسترخاء والتأمل، والتنويم المغناطيسي، التي يمكن أن تسهم أيضًا في تخفيف الألم.
تتطلب معالجة الآلام الناجمة عن السرطان نهجًا شاملًا يجمع بين الأدوية والعلاجات البديلة لضمان راحة المريض وتحسين جودة حياته.
زرع الرئة
عملية زرع الرئة هي إجراء جراحي يهدف إلى استبدال رئة مريضة أو مصابة برئة سليمة، وعادةً ما يكون من متبرع متوف. في الماضي، كانت زراعة الرئة ممنوعة للمصابين بسرطان الرئة. لكن في الوقت الحالي، قد تُعتبر زرع الرئة خيارًا للعلاج للمرضى الذين يعانون من سرطان الرئة في مراحله المبكرة.
- علاج curative: يمكن استخدام زرع الرئة كإجراء علاجي بهدف التخلص من المرض.
- علاج ملطف: قد يستخدم كعلاج ملطف لمنح فرصة الحياة، ولكن ليس كعلاج مباشر للمرض.
تعتبر عمليات زرع الرئة معالجة موضعية، تشبه جراحة سرطان الرئة والعلاج الإشعاعي، حيث تعالج فقط الخلايا السرطانية الموجودة في الرئتين. ومع ذلك، فإن معظم حالات سرطان الرئة تكتشف بعد أن يكون المرض قد انتشر إلى خارج الرئتين، بما في ذلك الغدد اللمفاوية ومناطق بعيدة من الجسم.
لذلك، عندما يحدث هذا الانتشار، يفضل استخدام العلاجات الشاملة مثل العلاجات الكيميائية والعلاجات المستهدفة، التي تعمل على ملاحقة الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم.
تظهر هذه التطورات في مجال زراعة الرئة إمكانية جديدة لعلاج سرطان الرئة في المراحل المبكرة، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى تقييم شامل لحالة المريض.
متى يكون زرع الرئة علاجا للسرطان ؟
يوجد ثلاث حالات رئيسية يمكن فيها مراعاة زرع الرئة كحل مقبول في علاج سرطان الرئة وهي:
1. السرطان الغدي الرئوي المتقدم متعدد البؤر:عندما يكون سرطان الرئة الغدي متقدمًا ويصيب أكثر من منطقة واحدة في رئة واحدة أو كلتا الرئتين. ويمثل هذا النوع أقل من 5% من سرطانات الرئة، وينتشر بشكل أكبر بين غير المدخنين أو في شرق آسيا.
2. سرطان الرئة في مرحلة مبكرة مع ضعف وظائف الرئة:عندما لا يمكن إجراء العلاجات الجراحية التقليدية مثل استئصال الفص الرئوي بسبب ضعف شديد في وظائف الرئة، كما في حالات سرطان الرئة المصحوب بأمراض رئوية متقدمة مثل داء الانسداد الرئوي المزمن أو التليف الكيسي.
3. السرطان الثانوي المنتشر إلى الرئتين فقط:في حال انتشار السرطان من عضو آخر في الجسم إلى الرئتين فقط، وعدم وجود نقائل سرطانية في أعضاء أخرى، مع إمكانية السيطرة الجيدة على السرطان الأولي. هذه الحالة نادرة جدًا.
محددات زراعة الرئة كعلاج لسرطان الرئة
- الانتكاس والتقييم الورمي:يجب التأكد من خلو الرئة المتبرع بها من الخلايا السرطانية، واختيار المرضى بعناية لضمان السيطرة على السرطان وعدم انتشاره قبل الزراعة.
- المضاعفات والمخاطر:يمكن أن تنجم مضاعفات عن عملية الزراعة نفسها، وتشمل المخاطر الرئيسية رفض العضو المزروع والعدوى.
- نقص الخبرة والدراسات:لا يزال فهم فوائد ومخاطر زراعة الرئة لعلاج السرطان محدودًا بسبب قلة الدراسات السريرية وعدم شيوع هذه العملية.
- القضايا الأخلاقية:تثير زراعة الرئة مخاوف أخلاقية، خاصة فيما يتعلق بالعدد المحدود للرئات المتبرع بها. وضرورة مراعاة احتمالية البقاء على قيد الحياة للمرضى المصابين بسرطان الرئة.
هل يقدم زرع الرئة الناجح فرصة فضلى للبقاء على قيد الحياة ؟
الجواب نعم، وتقول بعض الدراسات إنه بدون زراعة الرئة، ومع العلاجات التقليدية، فإن متوسط معدل البقاء على قيد الحياة للمصابين بسرطان الرئة الغدي المتقدم هو سنة واحدة. وأما الذين خضعوا لزراعة الرئة فقد كان معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات حوالي 50% ويشبه معدل البقاء على قيد الحياة للذين يتلقون زرع الرئتين لأسباب أخرى، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن هذا أفضل من معدل البقاء على قيد الحياة مع العلاج الكيميائي، ولكن بوجود علاجات أحدث مثل: العلاجات المستهدفة، والعلاج المناعي، فإن الأمر غير معروف.
خاتمة
سرطان الرئة هو مرض معقد يتطلب فهمًا شاملًا لعوامل خطره، وأعراضه، وطرق علاجه. مع تقدم الطب، ظهرت العديد من الخيارات العلاجية، بدءًا من الجراحة والعلاج الكيميائي وصولاً إلى المعالجات المناعية وزرع الرئة. تتيح هذه الخيارات للمرضى فرصًا جديدة للبقاء على قيد الحياة، خاصةً في المراحل المبكرة من المرض.
تظهر الأبحاث المستمرة أهمية التشخيص المبكر والعلاج الفعّال، مما يسهم في تحسين جودة حياة المرضى. إن التعاون بين فرق الرعاية الصحية، والبحث المستمر، والدعم النفسي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في مسار المرض.
في النهاية، يبقى الأمل هو المحرك الأساسي في مواجهة سرطان الرئة، حيث يسعى الأطباء والعلماء لتحقيق تقدم مستمر في فهم هذا المرض وعلاجه، مما يفتح أبوابًا جديدة للأمل للمرضى وعائلاتهم.