ما هو الحمل؟ رحلة الحياة الجديدة التي تبدأ بداخلك
يعتبر الحمل أهم رحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية، وهو تجربة فريدة لكل امرأة. ستتعرفين في هذه المقالة على ما هو الحمل بالضبط، بدءًا من التغيرات التي تحدث في جسمك، وكيف يتطور الجنين أسبوعًا بعد أسبوع، وحتى النصائح الهامة للعناية بصحتك وصحة طفلك المنتظر. ستجدين أيضًا معلومات عن العلامات المبكرة للحمل، الفحوصات الطبية اللازمة، وكيفية التعامل مع الأعراض الشائعة مثل الغثيان والإرهاق. نحن هنا في موقع صحة لاند لنساعدك على فهم هذه المرحلة المهمة في حياتك وتزويدك بكل ما تحتاجينه من معلومات لتكوني مستعدة ومستمتعة بهذه الرحلة الرائعة.
ما هو الحمل؟
الحمل (بالإنجليزية: Pregnancy) هو عملية بيولوجية تبدأ عندما يتم تخصيب البويضة التي تم إطلاقها أثناء الإباضة بواسطة الحيوانات المنوية. ثم تنتقل البويضة المخصبة إلى الرحم حيث يحدث الانغراس، وهو العملية التي يتم فيها تثبيت البويضة المخصبة في جدار الرحم. جدير بالذكر أن الحمل مؤكدًا بعد حدوث الانغراس.
الخلايا الجنسية تشمل البويضة والحيوانات المنوية (الأمشاج). عند الإخصاب، يتكون الزيجوت (اللاقحة)، وتظهر نواتين داخل البويضة بعد 8-21 ساعة، يمكن رؤية الانقسام الأول للبويضة المخصبة بعد 12 ساعة من الإخصاب. في الماضي، كان يتم فحص الجنين بعد الأسبوع التاسع للحمل، أما الآن يمكن فحصه من مراحل مبكرة.
الخصوبة تتطلب توقيتًا دقيقًا، حيث تكون البويضة الأنثوية خصبة لمدة 12 إلى 24 ساعة بعد الإباضة. الجماع خلال هذه الفترة يزيد فرص الحمل إذا تحركت الحيوانات المنوية والبويضة نحو المناطق التناسلية الأنثوية في نفس الوقت.
الرعاية المنتظمة أثناء حملك تُحسن من نتائجه. تظهر الدراسات أن الرعاية المبكرة تقلل من مخاطر صحة الأم والطفل. أسباب عدم تلقي الرعاية الكافية تشمل عدم الوعي، مشاكل النقل، وسوء الأحوال الجوية، والمشاكل الاقتصادية. النساء اللواتي يستخدمن وسائل النقل العام أقل حصولًا على الرعاية.
وفقًا لنموذج منظمة الصحة العالمية (WHO)، يجب أن يتبع الاستشارات والتدخلات المهنية في خمسة مجالات رئيسية:
- الفحوصات الطبية المنتظمة.
- المشورة الغذائية.
- مراقبة نمو الجنين.
- الكشف عن المضاعفات.
- الدعم النفسي والعاطفي.
كيف يحدث الحمل؟
في هذه الفقرات ستتعرفين على كيفية حدوث الحمل وما يحدث داخل رحم الأم، منذ الإباضة وحتى تكوين الجنين.
الإباضة والتحضير للحمل
في كل شهر، يبدأ عدد من البويضات في النمو داخل المبيضين في أكياس مملوءة بالسوائل إسمها الجريبات. وفي النهاية، يتم إطلاق إحدى البويضات من الجريب، وهذا الحدث يسمى بالإباضة. تحدث الإباضة عادة قبل حوالي أسبوعين من بدء الدورة الشهرية. بعد خروج البويضة من الجريب، يتحول الجريب إلى كيس يُسمى الجسم الأصفر. يبدأ الجسم الأصفر بإفراز هرمون يزيد من سماكة جدار الرحم، مما يُهيئ الرحم لتواجد البويضة المخصبة.
تدخل البويضة المنطلقة أيضًا إلى قناة فالوب. بعد حوالي 24 ساعة من إطلاقها، تكون البويضة في قناة فالوب في انتظار تخصيب الحيوان المنوي. إذا لم يكن هناك حيوانات منوية حول البويضة لتخصيبها، فإن البويضة ستترك قناة فالوب وتدخل الرحم حيث تتفكك. بعد ذلك، يعود مستوى الهرمونات إلى وضعه الطبيعي، وتتساقط بطانة الرحم السميكة، وبالتالي تبدأ الدورة الشهرية.
التخصيب
بعد الجماع، تتحرك الحيوانات المنوية إلى الرحم من خلال عنق الرحم وتتجه نحو قناة فالوب. إذا وصلت إحدى الحيوانات المنوية التي نجحت في الوصول إلى قناة فالوب إلى البويضة ودخلتها، يمكنها تخصيب البويضة. في هذه الحالة، يتغير الجدار الخارجي للبويضة ولا يسمح لأي حيوان منوي آخر بالدخول.
تتم تحديد جينات وجنس الجنين في اللحظة الأولى للحمل. إذا كانت الحيوانات المنوية تحمل كروموسوم Y، سيكون الجنين ذكراً، وإذا كانت تحمل كروموسوم X، سيكون الجنين أنثى. تبقى البويضة المخصبة في قناة فالوب لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام تقريباً، ولكن في غضون 24 ساعة بعد الإخصاب، تبدأ بسرعة عملية انقسام الخلايا لتشكيل الكيسة الأريمية. تتعرض الكيسة الأريمية، وهي البويضة المخصبة، لانقسام الخلايا على مدار عدة أيام، وتتحرك عبر قناة فالوب باتجاه الرحم، وتستمر عملية انقسام الخلايا خلال هذه الفترة.
الانغراس
بعد انقسام الخلايا وتشكيل الكيسة الأريمية، تبدأ الطبقة الخارجية للكيسة، التي تتحول فيما بعد إلى المشيمة، بإفراز هرمون الحمل أو hCG. بعد مضي فترة من الزمن منذ دخول الكيسة الأريمية إلى الرحم، تلتصق بجدار الرحم، وهذا ما هو الانغراس.
قد تواجه بعض النساء نزيفًا دمويًا أو نزيفًا خفيفًا أثناء عملية الانغراس، وقد يعتقدن أنه نزيف ما قبل الحيض بالخطأ. يحدث هذا النزيف نتيجةً لانغماس الكيسة الأريمية في جدار رحم الأم. ومع مرور الوقت وتقدم عملية انقسام خلايا الكيسة الأريمية، يزداد سمك الرحم وتبدأ الإفرازات المخاطية للرحم في سد عنق الرحم.
تكوين الجنين المبكر
خلال ثلاثة أسابيع، تتشكل الخلايا لتشكل كتلة، حيث يتم تشكيل الخلايا العصبية الأولى للطفل المستقبلي. بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من الحمل، أو ما يعادل خمسة إلى ستة أسابيع بعد بدء آخر دورة شهرية، يفرز الجنين كمية كافية من هرمون الحمل hCG ليكون قابلًا للاكتشاف في اختبارات الحمل المنزلية. في هذا الوقت، لن تحدث الحيض، وعند استخدام اختبار الحمل، ستعلمين أنك حامل.
من خلال استخدام حاسبة الحمل في موقعنا وإدخال اليوم الأول من دورتك الشهرية السابقة، يمكنك معرفة تاريخ ووقت الولادة وكل الأسابيع ومراحل نمو طفلك بدقة.
ما هي أعراض الحمل الأكثر شيوعا؟
تختلف الأعراض للحمل التي يعاني منها كل امرأة في أوقات مختلفة وبشكل متفاوت، وذلك بناءً على ظروف كل امرأة. بالفعل، هناك من تلاحظ تغيرات في جسمها منذ الأيام الأولى ومن لا تلاحظ أي تغير حتى في مراحل متقدمة من الحمل.
فيما يلي قائمة بأعراض الحمل الأكثر شيوعًا:
- انقطاع الدورة الشهرية نتيجة الحمل.
- زيادة الوزن مع تقدم الحمل.
- الغثيان والقيء في الأشهر الأولى.
- تورم وثقل في البطن والساقين والوجه والقدمين، يكون أكثر وضوحًا في الأشهر الأخيرة.
- الشعور بالتعب والنعاس المفرط.
- الرغبة المتكررة في التبول.
- احتباس السوائل بشكل أكبر.
- تغيرات في شكل وحساسية وحجم الثديين والحلمات، ناتجة عن الرضاعة الطبيعية في المستقبل.
- زيادة في الحساسية الشمية والشهية وظهور الرغبة الشديدة.
- ظهور علامات التمدد نتيجة نمو البطن.
هذه أعراض عامة للحمل، ومع ذلك، فإن الهرمونات المختلفة يمكن أن تسبب تفاعلات مختلفة لكل امرأة حامل.
المراحل الثالثة للحمل
تنقسم مراحل الحمل إلى ثلاث فترات، وكل فترة لها خصائصها الخاصة وتطوراتها الطبيعية:
المرحلة الأولى (الثلث الأول من الحمل): تمتد هذه المرحلة من الأسبوع الأول إلى الأسبوع الثاني عشر من الحمل. خلال هذه الفترة، ينمو الجنين بسرعة كبيرة، حيث يبدأ في تطوير الأعضاء الأساسية مثل الدماغ والقلب والكلى. يمكن أيضًا أن يبدأ قلب الجنين في النبض. يتزايد احتمال الإجهاض في هذه المرحلة، لذا ينصح بطلب المساعدة الطبية في حالة وجود أي أعراض ملحوظة.
المرحلة الثانية (الثلث الثاني من الحمل): تمتد من الأسبوع الثالث عشر إلى السابع والعشرين من الحمل. خلال هذه المرحلة، يمكن للأطباء إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لفحص نمو الجنين والتأكد من عدم وجود تشوهات. يمكن أيضًا كشف جنس الجنين خلال هذه المرحلة. قد تشعر الحامل بحركة الجنين داخل الرحم خلال هذه الفترة.
المرحلة الثالثة (الثلث الثالث من الحمل): تمتد من الأسبوع الثامن والعشرين حتى الأسبوع الأربعين من الحمل. خلال هذه المرحلة، يزداد وزن الحامل، وقد تشعر بالتعب بشكل متزايد. يمكن للجنين خلال هذه المرحلة فتح وإغلاق عينيه وتجاوبه مع الضوء. يكتمل تكوين عظام الجنين أيضًا خلال هذه الفترة. تبدأ الآلام والانقباضات التي تسمى “براكستون هيكس” في الأسابيع الأخيرة قبل الولادة.
كيف تحملين؟
لتحقيق أسرع طريقة للحمل مجربة، يمكن اتباع الخطوات التالية:
- ممارسة الجنس بانتظام: يفضل ممارسة الجنس بشكل منتظم، فالأزواج الذين يمارسون الجنس بين كل يوم وكل يومين يزيد لديهم معدل أكبر للحمل.
- المحافظة على وقت الجماع: من المفيد ممارسة العلاقة الحميمة في الأيام القريبة من فترة الإباضة.
- الحفاظ على الوزن الصحي: الوزن الزائد أو النقص يمكن أن يؤثر على الخصوبة.
- استشارة الطبيب: يمكن للطبيب تقديم نصائح خاصة بك والتحقق من صحتك العامة ووضع خطة لتحسين فرص الحمل.
وهنا بعض الأمور التي ينبغي تجنبها:
- التدخين والكحول: يؤثر التدخين وتناول الكحول سلبًا على الخصوبة.
- الإفراط في الكافيين: الكميات الزائدة من الكافيين يمكن أن تؤثر على الخصوبة.
- الرياضات الثقيلة: يفضل تجنب ممارسة الرياضات الشاقة بشكل مفرط.
- الأدوية: بعض الأدوية قد تؤثر على الخصوبة، لذا ينبغي استشارة الطبيب بشأن الأدوية المتناولة.
تذكري دائمًا أن الخصوبة تختلف من شخص لآخر، وقد يتطلب الأمر بعض الوقت والصبر. استشيري طبيبك إذا كنتِ تواجهين صعوبة في الحمل للحصول على المساعدة والنصائح المناسبة.
ما هي اختبار الحمل؟
اختبار الحمل هو أداة تستخدم لتحديد ما إذا كانت المرأة حامل أم لا، ويعتمد ذلك على كمية الهرمون المشيمي البشري الموجودة في البول. يتم توفير تلك الاختبارات في الصيدليات والمتاجر الطبية، ويمكن أيضًا شراؤها عبر الإنترنت. تتوفر أنواع مختلفة من اختبارات الحمل، بما في ذلك الاختبارات التقليدية التي تستخدم الشريط الكيميائي واختبارات رقمية التي تعرض نتيجة رقمية على الشاشة.
عملية اختبار الحمل بسيطة وسهلة، حيث يتم جمع عينة من البول في الكوب المرفق بالاختبار أو بشكل مباشر على الشريط الاختباري، وبعد ذلك يتم وضع الشريط الاختباري في البول لمدة معينة، تعتمد على تعليمات الاختبار. يعمل الاختبار على كشف وجود الهرمون المشيمي البشري في البول، وإذا كان النتيجة إيجابية، فإن ذلك يشير إلى مرحلة الحدوث للحمل.
تتنوع النتائج بين “إيجابية” و”سلبية”، حيث يعني النتيجة الإيجابية أن الاختبار قد اكتشف وجود الهرمون المشيمي البشري، مما يشير إلى الحمل، بينما تعني النتيجة السلبية عدم وجود الهرمون وبالتالي عدم وجود الحمل. ينبغي استخدام اختبار الحمل في الصباح الباكر للحصول على نتيجة دقيقة أكثر، ويجب مراعاة تعليمات الاختبار المرفقة للحصول على أفضل النتائج.
المضاعفات أثناء الحمل
أثناء الحمل، قد تواجه المرأة بعض المضاعفات التي تتطلب اهتمامًا طبيًا لتجنب المشاكل الصحية الخطيرة. إليك بعض المضاعفات الشائعة:
1. تسمم الحمل (فقدان الحمل): يشمل تسمم الحمل مجموعة من الأعراض مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة في نسبة البروتين بالبول، وانخفاض وزن الجسم المفاجئ، وهو يعتبر مرضًا خطيرًا يحتاج إلى علاج فوري لتجنب المضاعفات الخطيرة على الأم والجنين.
2. الولادة المبكرة: يمكن أن يحدث الولادة المبكرة قبل موعدها المتوقع بثلاثة أسابيع أو أكثر قبل اكتمال فترة الحمل الطبيعية (قبل الأسبوع 37 من الحمل).
3. سكري الحمل: يمكن أن يتطور سكري الحمل خلال تلك الفترة، مما يحتاج إلى متابعة وعلاج دقيقين.
4. التهابات المسالك البولية: قد يزيد الإنجاب من احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية، وهي مشكلة شائعة تحتاج إلى علاج فوري.
5. انخفاض نسبة الحديد: قد يتسبب انخفاض نسبة الحديد في فقر الدم، مما يؤثر على صحة الأم وصحة الجنين.
6. الارتجاع المعدي المريئي: يعاني بعض النساء من الارتجاع المعدي المريئي أثناء الدخول للحمل، مما يسبب لهن شعورًا بالحرقة والغثيان.
7. التشنجات العضلية: قد يعاني بعض النساء من التشنجات العضلية، وخاصة في منطقة الساقين، خلال تلك الفترة.
8. ارتفاع نسبة البروتين في البول: قد تشير نسبة البروتين المرتفعة في البول إلى مشاكل في وظائف الكلى، وقد تكون مؤشرًا على مشاكل خطيرة كارتفاع ضغط الدم الحملي.
9. النزيف الغير طبيعي: يجب الانتباه إلى أي نزيف غير طبيعي خلال الحمل، حيث يمكن أن يشير إلى مضاعفات خطيرة مثل الإجهاض أو مشاكل في الرحم.
من الضروري مراجعة الطبيب بشكل منتظم خلال فترة الحمل لتقييم الصحة العامة والتحقق من وجود أي مضاعفات واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية والعلاج.
الكلمة الأخيرة
يبدأ الحمل بعد عملية الزرع ويستمر حوالي 40 أسبوعًا. لكي تصبحي حاملاً، يجب أن تتحد الحيوانات المنوية لشريكك مع البويضة بعد الجماع. يحدث الحمل عندما تنغرس البويضة المخصبة في بطانة الرحم. في الحقيقة، الحمل هو عملية متعددة المراحل. سوف تعاني النساء الحوامل من الأعراض المذكورة في المقال. علاوة على ذلك، بعد معرفة حملها، يجب على المرأة الحامل تعديل نمط حياتها، وتجنب التدخين وتعاطي المواد المخدرة، وتناول نظام غذائي متوازن.