الحمل والولادة

افرازات الحمل.. ما الفرق بينها و بين افرازات الدورة، وافرازات الإلتهابات؟

الإفرازات المهبلية هي طريقة الجسم لحماية المهبل من الالتهابات. وتختلف افرازات الحمل، عن تلك التي يفرزها المهبل في الأيام العادية، عنها في حالات وجود إلتهابات في هذه المنطقة. بل حتى تلك الإفرازات العادية تختلف في الكمية، الكثافة، اللون، الرائحة باختلاف المرحلة التي تمر بها المرأة في دورتها الشهرية.

والسبب الرئيسي في اختلاف افرازات الحمل عن تلك الإفرازات العادية، هو تغير الهرمونات. وقد خصصنا هذا المقال للحديث عن كل ما يخص افرازات الحمل. متى تنزل؟ خصائصها، الفرق بينها وبين إفرازات الإلتهابات، وبينها وبين الإفرازات الطبيعية اليومية. فاحرصي على قراءة المقال لآخر كلمة.

متى تنزل إفرازات الحمل؟

يبدأ نزول افرازات الحمل في وقت مبكر من أسبوع إلى أسبوعين بعد حدوث الإخصاب، أي أنه تحدث افرازات الحمل قبل الدورة بعدة أيام. ومع تقدم الحمل، ومرور عدة أسابيع، عادةً ما تصبح هذه الإفرازات أكثر وضوحاً، وتزداد حدتها في نهاية الحمل. حتى أنك قد تضطرين لارتداء فوط يومية غير معطرة، مع العلم أنه يجب تجنب استخدام السدادات القطنية أثناء الحمل.

إفرازات الحمل في الأسبوع الأول

تزداد كمية الإفرازات المعتادة في الأسبوع الأول من الحمل، وأحياناً تكون مصحوبة بنزول قطرات من الدم، نتيجة غرس البويضة في جدار الرحم. وربما لا يكون الدم واضح، ولكن تُصبح الإفرازات بنية اللون.

إفرازات الحمل في الأسبوع الثاني

يعود لون الإفرازات إلى اللون الأبيض الشفاف، ولكن مازالت كميتها كبيرة عن المعتادة، في الأيام السابقة. ولكن لا يوجد لها رائحة مميزة، وغير مصحوبة بحكة أو حرقة.

إفرازات الحمل في الشهر الثالث

من المفترض أن تزداد كمية افرازات الحمل تدريجياً من الشهر الثالث، وتصبح أكثر غزارة مع زيادة حجم الجنين وضغطه على المهبل، إلى الحد الذي قد تحتاجين معه استخدام فوط يومية قطنية، ليس لها رائحة. ولكن مازلت إفرازات بيضاء شفافة، وقد تكون لزجة قليلاً.

ولكن ما السبب خلف حدوث افرازات الحمل الطبيعية. سنناقش هذا الموضوع في السطور القادمة.

ما السبب خلف حدوث افرازات الحمل الطبيعية في الشهور الأولى؟

هناك عدة أسباب خلف حدوث افرازات الحمل منها:

  • ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين.
  • زيادة هذه الإفرازات، لزيادة حماية هذه المنطقة، ومنع حدوث العدوى بها، وبالتالي منع وصولها إلى الجنين.
  • طريقة الجسم الطبيعية للحفاظ على المهبل نظيفًا وطرد الخلايا الميتة.
  • ترطيب المهبل.
  • حدوث تغييرات وظيفية في جدار المهبل، وعنق الرحم. حيث يصبحا أكثر مرونة لمنع دخول البكتريا والفطريات الضارة، وكذلك استعداداً لمرور الجنين خلالهما، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الإفرازات.
  • التغييرات الهرمونية نتيجة الحمل، والتي تؤدي إلى زيادة حجم الرحم، والمهبل. وبالتالي زيادة حجم الغدد الموجودة في المهبل، وزيادة كمية الإفرازات التي تنتجها.
  • زيادة تدفق الدم للرحم لتغذية الجنين، يؤدي إلى زيادة نشاط الغدد، وبالتالي زيادة كمية الإفرازات.
  • زيادة إنتاج السوائل في الجسم بصورة عامة خلال فترة الحمل.

اتفقنا أن افرازات الحمل الطبيعية غالباً ما تكون بيضاء حليبية، فهل إذا أصبحت صفراء يكون ذلك علامة خطر؟! سنجيب هذا التساؤل في السطور القادمة.

إفرازات الحمل الصفراء، هل هي إنذار خطر؟!

نعم، أحياناً ما تكون إفرازات الحمل الصفراء إنذار خطر. خاصة إذا كانت بكمية كبيرة، متكتلة أو سائلة. وذلك للأسباب الآتية:

  • التهاب المهبل البكتيري (Bacterial vaginosis)

يحدث نتيجة عدوى بكتيرية. ينتج عنها اختلال التوازن الطبيعي بين بكتيريا المهبل النافعة، والموجودة فيه بصورة طبيعية، ويزداد عدد البكتيريا الضارة. وغالباً ما تكون هذه الإفرازات مصحوبة بحكة، أو حرقة داخل المهبل. وتزداد هذه الأعراض سوءاً خاصةً بعد حدوث الجماع.

  • التهاب المهبل الفطري (Yeast infection) (candidiasis)

رغم وجود الكثير من الفطريات في المهبل بصورة طبيعية، إلا أنها قد تزداد بصورة مبالغ فيها في فترة الحمل، وتسبب حدوث بعض الإلتهابات، المصحوبة بظهور إفرازات الحمل الصفراء.

  • الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً (Sexually transmitted infection) (STI)

مثل الكلاميديا (Chlamydia)، داء السيلان (Gonorrhea)، أو داء المُشعرات (Trichomoniasis). قد تبدو إفرازات الكلاميديا ​​وداء المشعرات بيضاء اللون، بينما تبدو إفرازات السيلان باللون الأصفر أو الأخضر. وفي كل الحالات تكون الرائحة كريهة جداً. مع الكلاميديا ​​والسيلان قد تعانين من ألم في الحوض،، وألم عند التبول.

وغالباً ما يكون ذلك مصحوب بألم عند التبول، أو أثناء الجماع. و نزيف بين فترات الحيض وبعد الجماع. في هذه الحالة يجب زيارة الطبيب فوراً، لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث ولادة مبكرة، وفقدان الجنين.

  • قطرات من السائل الأمنيوسي

إذا كانت الإفرازات الصفراء في شكل قطرات مستمرة، فاتحة اللون، مائية، عديمة الرائحة أو ذات رائحة حلوة. قد يكون ذلك علامة على تسرب السائل الأمنيوسي المُحيط بالجنين. وعندها يجب التوجه فوراً للطبيب لمتابعة كمية الماء حول الجنين.

  • طبيعية

وأخيراً قد تكون الإفرازات الصفراء أمر طبيعي خلال الحمل، خاصة إذا كانت كميتها صغيرة، قوامها رقيق، وبدون رائحة. ولكن لا بأس من التأكد من ذلك من الطبيب.

قد تحتار بعض النساء بين افرازات الحمل، والإفرازات التي تسبق فترة الحيض. فما الفرق بينهما؟! لابد انك مهتمة بمعرفة الإجابة. لذلك استمري في القراءة.

ما الفرق بين إفرازات الحمل والدورة؟

 

افرازات الحمل افرازات الدورة
لونها أبيض، حليبي، ونادراً ما تكون صفراء اللون. لونها أبيض سميك، ثم تتحول إلى بنية أو وردية اللون قبل نزول الدورة مباشرة.
ملمسها كريمي. غالباً ما تكون متجبنة.
شفافة، وأحياناً بها خيوط رفيعة أو سميكة. سميكة.
رائحتها غير ملحوظة أو تكون عديمة الرائحة تماماً. عديمة الرائحة.
كميتها كبيرة بشكل ملحوظ كميتها قليلة. حيث تزداد كمية الإفرازات في فترة التبويض، ثم تعود إلى طبيعتها قبل فترة الحيض مباشرة.

استكمالاً للفارق بين افرازات الحمل، والأنواع الأخرى. تابعي السطور القليلة القادمة.

ما الفرق بين افرازات الحمل وإفرازات الإلتهابات؟

 

افرازات الحمل إفرازات الإلتهابات
اللون: أبيض أو حليبي اللون: أصفر أو أخضر .
رائحتها غير ملحوظة أو تكون عديمة الرائحة تماماً. لها رائحة كريهة ملحوظة، تُشبة السمك أحياناً.
شفافة. مُتَكَتِلة غالباً.
غير مصحوبة بحرقة أو حكة أو تغيير في لون الفرج. مصحوبة ب:

  • احمرار الفرج.
  •  تهيج وحكة في منطقة المهبل.
  •  ألم عند التبول.
  • عدم راحة عند الجماع.

بنهاية المقال سنعطيك بعض النصائح للتعامل الأمثل مع افرازات الحمل، والوقاية من حدوث الإلتهابات، فاستمري في القراءة.

ما هو التعامل الأمثل مع افرازات الحمل؟

هناك بعض النصائح للتعامل مع افرازات الحمل، ومنع حدوث عدوى بكتيرية في هذه المنطقة. إليك هذه النصائح:

  •  إذا كنتِ تعانين من إفرازات كثيفة أثناء الحمل، استخدمي الفوط القطنية اليومية، وتجنبي استخدام السدادات القطنية.
  • حافظي على جفاف المنطقة الحساسة بشكل دائم، وقومي بتنظيفها دائماً من الأمام إلى الخلف لتجنب إدخال أي بكتيريا برازية في المهبل.
  • استخدمي مناديل التواليت ذات الاستخدام الواحد، شرط أن تكون عديمة الرائحة.
  • اختاري الملابس الداخلية المصنوعة من القطن أو غيره من الألياف الطبيعية القابلة للتنفس.
  • يُفضل أن تكون الملابس الداخلية فضفاضة، لتقليل احتكاكها مع المنطقة الحساسة مباشرة، وابتعدي عن السراويل الضيقة.
  • لا تستخدمي أي كريمات، أو عطور للمنطقة الحساسة.
  • ممنوع استخدام الغسول المهبلي، أو الدوش المهبلي خلال فترة الحمل.
  • إذا لاحظتي أي تغيير في لون الإفرازات أو رائحتها، لا تترددي في زيارة الطبيب، لأن الالتهابات قد تسبب تحفيز الولادة المُبكرة.
  • لا تملأ البانيو للاستحمام، والجلوس فيه لفترة من الوقت. ولكن استخدمي الماء الجاري مباشرة.

الخلاصة

افرازات الحمل أمر طبيعي جداً، يحدث لجميع النساء في هذه الفترة. ولكن يجب أن تعلمي أن هذه الإفرازات يجب أن تكون بيضاء أو حليبية اللون، أو شفافة. وأي تغير في لون الإفرازات لتصبح بنية، صفراء، أو خضراء خاصة تلك المصحوبة بحكة، أو ألم عند التبول أو الجماع، لا تترددي في استشارة طبيبك. فقد تكون هنالك التهابات بكتيرية أو فطرية، تحتاج إلى علاج لمنع حدوث ولادة مبكرة.

المصادر

بقلم د. سمر غنيم
بكالريوس طب أسنان جامعة طنطا

فريق أطباء صحة لاند

مجموعة من الأطباء والصيادلة نفيدك بكل ما يخص صحتك من مصادر موثوقة.
زر الذهاب إلى الأعلى