صحة الأسنان

التهاب اللثه .. الأسباب، التشخيص، وكيفية العلاج وطرق الوقاية منه

التهاب اللثه هو حالة شائعة بين الناس وخاصة في البالغين ولها أسباب متعددة، ومن حسن الحظ أننا قادرين على وقاية اللثة لعدم حدوث الالتهابات أو علاجها بسهولة إذا حدث الالتهاب في بدايته.

يتم علاج التهاب اللثة بسهولة وقليل من الاهتمام، ولكن إذا ترك هذا الالتهاب بدون علاج فإن الحالة تصبح أسوأ وتمتد لدعامات الأسنان والعظام الداعمة للسن، ويصبح السن هش للغاية، ومن المحتمل أن تفقده.

وفي هذا المقال سنتطرق معا إلى تعريف التهاب اللثة، أسبابه، وأعراضه وطرق العلاج اللازمة، وكيفية الوقاية منه.

اسباب التهاب اللثه

تختلف اسباب التهاب اللثه من شخص لآخر حسب العوامل المؤثرة على اللثة، ولكن هناك سببان رئيسيان وكلا يجعل من التهاب اللثة نوعا مختلفا:

  1. البلاك:

توجد بكتيريا مفيدة في الفم بصورة طبيعية، ولكن إذا أهملت نظافة أسنانك فإنك تسبب وجود بكتيريا ضارة، هذه البكتيريا تلتصق بالطبقة الخارجية من الأسنان والتي تلتصق باللثة مكونة ما يسمى بالبلاك، تتحجر هذه المادة ويصبح لونها أبيض وتسمى الجير.

فقط طبيب الأسنان هو من يستطيع إزالة هذا الجير عن الأسنان ببعض الأدوات المتاحة لديه بعد التعقيم.

  1. الالتهاب الفيروسي أو الفطري:

قد تكون الالتهابات الفيروسية والفطرية أيضا هي مسبب آخر لالتهابات اللثه وظهور الأعراض المزعجة لها.

عوامل تزيد من فرصة التهاب اللثه

هناك بعض العوامل التي قد تجعلك عرضة للإصابة بالتهاب اللثة إذا كانت لديك ولم تهتم:

  • عدم نظافة الأسنان:

عدم الاهتمام بنظافة الأسنان بالفرشاة والمعجون، واستخدام المضمضة أو خيط الأسنان للتنظيف والتعقيم، يجعل اللثة عرضة لوجود البكتيريا والفطريات وعرضة للالتهابات.

  • التدخين:

المدخنين عرضة لالتهاب اللثه أكثر من غير المدخنين، وذلك لضعف المناعة.

  • العوامل الوراثية:

إذا كان أحد أفراد عائلتك يعاني من التهاب اللثه، فإنك تكون أكثر فرصة الإصابة بها أنت أيضا.

  • اعوجاج الأسنان:

اعوجاج الأسنان يجعل من تنظيفها أمرا أصعب، فقد لا تستطيع تنظيفها بشكل صحيح فتكون عرضة للعدوى.

  • تغير الهرمونات:

تغير الهرمونات قد يجعل اللعاب أقل من الطبيعي، وهذا اللعاب يساعد في تنظيف الفم بصورة دائمة، لذا فالفم عرضة للعدوى، مثل في حالات الحمل، انقطاع الطمث، وقت الدورة الشهرية.

  • بعض الأدوية:

مثل أدوية الصرع، والعلاج الكيماوي، وأدوية منع الحمل والهرمونات  فقد تسبب تقليل كمية اللعاب وبالتالي زيادة تلوث الفم.

  • بعض الأمراض:

مثل داء السكري، وسرطان الدم.

  • السن:

كلما كبر سنك كلما زادت فرصة التهاب اللثة، وهذا شئ طبيعي.

  • بزوغ الأسنان:

بزوغ الأسنان عند الرضع والأطفال في سن تغير الأسنان اللبنية يسبب التهابات اللثة وهشاشتها.

أعراض التهاب اللثه

غالبا لا تظهر أي أعراض عند وجود التهابات في اللثة وخاصة الحالات البسيطة منها، لكنها قد تكون مؤلمة وتظهر بعض الأعراض كلما زاد الأمر سوءا وزاد الالتهاب، ومن هذه الأعراض:

  • إحمرار وألم حاد في اللثة.
  • رقة اللثة وانتفاخها.
  • نزيف دموي عند غسل الأسنان بالفرشاة.
  • تغير وضع الأسنان عند انغلاقا الفك الأعلى مع الفك السفلي.
  • رائحة فم كريهة لا تتغير مهما قمت بتنظيف أسنانك.
  • ألم عند المضغ أو تناول الطعام.
  • حساسية الأسنان المفرطة عند تناول طعام أو مشروب ساخن أو بارد.

تزداد هذه الأعراض حدة كلما زاد إهمال الالتهاب وعدم الإسراع في علاجه، حتى أن من الممكن أن تفقد أسنانك.

متى عليك زيارة طبيب الأسنان؟

عليك زيارة الطبيب فور الإحساس بأحد هذه الأعراض السابقة أو أكثر، حتى لا يزيد الأمر سوءا، لأنك إذا أهملت في علاج هذا الالتهاب فقد تفقد أسنانك نهائيا لا قدر الله.

كيف يتم التشخيص؟

بعد أن يسألك الطبيب عن الأعراض التي تلاحظ ظهورها قبل اللجوء إليه، يقوم بفحص اللثة والأسنان بواسطة مسطرة صفيرة بحثا عن أي جيوب حول الأسنان أو التهابات أو نزيف في اللثة.

وقد يطلب الطبيب منك عمل أشعة X-ray على الأسنان والفك لمعرفة حالة العظام الداعمة للأسنان.

علاج التهاب اللثه

يعتمد علاج الالتهاب حسب درجته والمرحلة التي وصل لها.

الالتهابات البسيطة

تستطيع علاج التهابات اللثة البسيطة في المنزل بسهولة، عن طريق الحفاظ على نظافة أسنانك دائما والاستخدام الصحيح للفرشاة والمعجون، ومن الممكن استخدام المضمضة يوميا عدة مرات للحفاظ على الفم من العدوى التي قد تؤدي لهذه الالتهابات.

الالتهابات الأكثر حدة

يلجأ الطبيب في هذه الحالة إلى تنظيف البلاك والجير بأدوات خاصة لديه، وإزالتها من جذور الأسنان، وبعدها قد يصف لك بعض الأدوية التي يجب عليك الحفاظ على استخدامها كما يصفها الطبيب، ومن هذه الأدوية:

  • المضمضة أو غسول الفم المطهر:

تحتوي المضمضة على كلورهيكسين  chlorhexidine والذي يعمل على منع العدوى وتطهير الفم.

  • المضادات الحيوية:

قد يصف الطبيب أحد المضادات الحيوية إذا وجد صديد أو خراريج او إذا كانت الحالة تحتاج لذلك لالتئام الالتهاب.

  • رقائق مطهرة:

تعمل مثل المضمضة وتحتوي أيضا على كلورهيكسيم  chlorhexidine ولكن يستمر في العمل فترة أطول لأنه يطلق جرعة محددة كل فترة من الزمن.

وبعدها يؤكد الطبيب عليك الفاظ على نظافة الفم والاهتمام بذلك حتى لا تعود الالتهابات مرة ثانية.

التهابات الشديدة والحرجة

يلجأ الطبيب في هذه الحالة إلى عمل جراحة في الفم حتى يستطيع إعادة اللثة لوضعها الطبيعي حول السِنة، وقد يحتاج أيضا لعمل نفس الشيء في العظام الداعمة للسِنة إذا تطلبت الحالة.

الوقاية من خطر التهاب اللثه

يمكنك بنسبة كبيرة حماية لثتك من الالتهاب، وذلك عن طريق الحفاظ على نظافة فمك وأسنانك يوميا عن طريق:

  • غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون:

تنظيف الأسنان بالفرشاة يعمل على إزالة رواسب الأكل على الأسنان، والتي تكون بيئة خصبة لنمو البكتيريا 

  • تنظيف الأسنان بالخيط:

تستطيع باستخدام الخيط إزالة بقايا الطعام بين الأسنان والتي لا تستطيع الفرشاة الوصول إليها.

  • استخدام غسول الفم:

غسول الفم يعمل على تطهير الفم والأسنان واللثة من البكتيريا الضارة التي تتكاثر بداخلهم، لاحتوائه على مطهر قوي يقتل البكتيريا.

  • تنظيف الجير والبلاك:

لابد من تنظيف دوري للأسنان عند الطبيب، وذلك على الأقل مرتين في العام الواحد، وذلك لإزالة أي رواسب أو بلاك أو جير قد يعلق ولا يزول بالتنظيف اليومي المعتاد للفم.

  • تغيير بغض العادات:

لابد من تغيير بعض العادات التي تضر باللثة وتصيبها ببعض الأمراض مثل:

  • التوقف عن التدخين:

عادة التدخين تعمل على زيادة التهاب اللثة كما ذكرنا في الفقرات السابقة، ولكن التوقف عنه أمرا صعبا، ولذلك عليك استشارة الطبيب لمساعدتك في الإقلاع عن هذه العادة السيئة.

  • التغذية السليمة:

التغذية السليمة تعمل على تعزيز مناعتك، وتمدك بالعناصر المفيدة للأسنان واللثة، مثل فيتامين E و C، وأيضا تقليل نسبة السكريات والتي تساعد البكتيريا في إفراز الأحماض التي تهلك الأسنان واللثة.

  • تقليل التوتر والضغط:

التوتر والضغط يعمل على ضعف المناعة مما يعمل على زيادة فرصة العدوى التي تسبب الالتهاب.

  • تقليل احتكاك الأسنان:

بعض الأشخاص لديها عادة الضغط على أسنانها، وهذه العادة سيئة إذا أنها تزيد الضغط على اللثة ودواعم الأسنان مما يضعفها ويزيد فرصة الالتهاب.

الخلاصة

التهاب اللثه حالة شائعة بين الناس وخاصة بعد سن النضوج ولها أسباب مختلفة مثل:

  • عدم الإهتمام بنظافتها.
  • بعض الأدوية.
  • تغير الهرمونات.
  • الوراثة.
  • التدخين.
  • مرض السكري والعلاج الكيماوي.

ولعلاج اللثة يجب علينا الحفاظ على نظافتها والذهاب للطبيب للقيام ب:

  • تنظيف اللثة وإزالة الجير ووصف الأدوية.
  • إجراء جراحة عاجلة للثة أو العظام الداعمة إذا استدعى الأمر

وعليك الحفاظ على نظافة أسنانك وفمك حتى لا تتعرض لهذا النوع من الالتهابات.

المصادر

بقلم د. أمل فتحي عبود
بكالريوس صيدلة جامعة الإسكندرية

Dr. Aml Abboud

الإسم: أمل فتحي عبود الشهادة: بكالريوس صيدلة جامعة الأسكندرية الوظيفة: صيدلي مستشفيات وكاتبة محتوى طبي نتمتع في موقع صحة لاند بخبرة عميقة في مختلف مجالات الطب. نكرس جهودنا لتطوير المعرفة الطبية وتحسين نتائج المرضى. مع التركيز على الممارسات القائمة على الأدلة والتزامها بمواكبة أحدث الأبحاث العلمية، فقد كان لمساهماتنا في المقالات والأبحاث الطبية تأثير كبير على مجتمع الرعاية الصحية.
زر الذهاب إلى الأعلى