أمراض

أعراض التهاب المعدة .. متى تكون خطيرة وتستلزم زيارة الطبيب

تظهر أعراض التهاب المعدة عندما تلتهب بطانة المعدة بعد تعرضها للتلف. إنها حالة شائعة جداً، وتحدث لأسباب عديدة. ولكن الأمر المُطمئن أنه بالنسبة لمعظم الناس التهاب المعدة ليس خطيراً، بل ويتحسن في وقت قليل إذا تم علاجه سريعاً. ولكن إذا لم يتم اكتشافه، وتشخيصه بشكل صحيح يتحول إلى التهاب المعدة المُزمن ويستمر لسنوات، وتبدأ المضاعفات الخطيرة بالظهور.

لذلك كان من المهم توضيح أعراض التهاب المعدة، لتسهيل تشخيص المرض، والبدء في العلاج فوراً. وذلك لتفادي حدوث أي مُضاعفات خطيرة، بل والشفاء بشكل أسرع. وهذا ما سنتناوله في مقالنا هذا فاقرأه للنهاية.

ما هي أعراض التهاب المعدة؟

كثيرٌ من الأشخاص المُصابين بالتهاب المعدة نتيجة عدوى بكتيرية لا تظهر عليهم أي من اعراض التهاب المعدة. ولكن في حالات أخرى يُمكن أن يسبب التهاب المعدة ظهور بعض الأعراض مثل:

  • عسر الهضم.
  • حرقان أو ألم شديد في المعدة
  • الشعور بالامتلاء والتخمة، عند تناول ولو كمية صغيرة من الطعام.
  • غثيان وقيء.
  • الشعور بالإعياء.
  • فقدان الشهية.
  • خسارة الوزن.
  • إذا تآكلت بطانة المعدة نتيجة حدوث التهاب المعدة التآكلي، فقد تشمل الأعراض حدوث قرحة، تقيؤ دم، وظهور النزيف في البراز. وذلك نتيجة تعرض البطانة المتآكلة لحمض المعدة باستمرار.
  • الأنيميا.
  • قد تظهر بعض أعراض التهاب المعدة النفسية مثل القلق، التوتر، الضيق، الأرق، وأحياناً الإكتئاب.

أحيانا تظهر أعراض التهاب المعدة بصورة مفاجئة وشديدة (التهاب المعدة الحاد) أو تبدأ بشكل غير ملحوظ و تستمر لفترة طويلة (التهاب المعدة المزمن).

لكن هل يوجد فرق بين أعراض التهاب المعدة المزمن، والتهاب المعدة الحاد؟ تابع معنا الفقرة القادمة لمعرفة الإجابة.

هل يوجد فرق بين أعراض التهاب المعدة المزمن، والتهاب المعدة الحاد؟

بالطبع هناك فرق كبير بينهما، حيث أن:

  • التهاب المعدة الحاد

في حالة التهاب المعدة الحاد يحدث الألم عادةً بشكل مفاجئ ولكنه مؤقت، حتى أن المريض يصفه بـ النوبات الحادة. بشكل عام يستمر التهاب المعدة الحاد من 2-10 أيام ويمكن أن يتحسن بشكل كبير مع علاج الأعراض. وعادةً ما يتعافى المريض دون مضاعفات أو حاجة إلى مزيد من التدخل الطبي.

  • التهاب المعدة المزمن

غالباً ما يكون الألم مُحتمل. يمكن أن يستمر التهاب المعدة المزمن لأسابيع أو حتى سنوات، خاصةً إذا لم يتم اكتشافه وتناول العلاج اللازم. فهو يحدث على مدى فترة طويلة من الزمن، وغالباً لا يشعر به الشخص إلا بعد وقت طويل. يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات كثيرة مثل القرحة والنزيف.

يصيب التهاب المعدة الحاد (المفاجئ) حوالي ثمانية أشخاص من كل 1000 شخص. بينما يُصيب التهاب المعدة المزمن طويل الأمد ما يقرب من شخصين من كل 10000 شخص.

هل كل الأعراض بسيطة، يُمكن علاجها بالمنزل. أم أنه يوجد بعض الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب فوراً؟! تابع معنا الفقرة القادمة لمعرفة الإجابة.

متى يستلزم ظهور أعراض التهاب المعدة زيارة الطبيب؟

إذا كنت تعاني من أعراض التهاب المعدة الخفيف مثل عُسر الهضم وآلام المعدة المُتحملة، فغالباً ما تحاول علاج نفسك في المنزل، سواء بتغيير نظامك الغذائي ونمط حياتك، أو بالأدوية التي يتم الحصول عليها من الصيدلية مثل مضادات الحموضة المختلفة. ولكن احذر هناك بعض الأعراض الشديدة، عند ظهورها عليك زيارة الطبيب فوراً. من هذه الأعراض:

  • بقاء أعراض عُسر الهضم لمدة تزيد عن أسبوع.
  • أن تكون الأعراض مصحوبة بألم وانزعاج شديد.
  • حدوث مُشكلة مع تناول دواء مضاد للحموضة.
  • كنت تتقيأ دماً أو يوجد دم في البراز. (أحيانا يتحول لون البراز للون الأسود نتيجة وجود نزيف داخلي، وليس شرطاً أن ترى دم أحمر في البراز)
  • القيء بكميات زائدة من السائل الأصفر أو الأخضر.
  • الشعور بالدوار المستمر.
  • بدأت تشك أن هناك التباس، وربما يكون هناك سبب آخر خلف الألم الذي تشعر به. فغالباً ما تتشابه أعراض التهاب المعدة والقولون العصبي. وكل منها له علاج مختلف.

إذاً لابد من تشخيص دقيق للحالة، لإعطاء الدواء المُناسب. فكيف يتم ذلك؟! هذا هو موضوع نقاشنا في السطور القليلة القادمة فاستمر في القراءة.

كيف يتم تشخيص أعراض التهاب المعدة؟

توجد أسباب عديدة لآلام البطن، وقد تتشابه أعراضها مع أعراض التهاب المعدة. لذلك لابد من إجراء بعض الاختبارات للتأكد من التشخيص. من هذه الاختبارات:

  • اختبار البراز 

وذلك للتحقق من وجود أي عدوى بكتيرية أو نزيف من المعدة ووصول خلايا الدم للبراز.

  • اختبار التنفس

يستخدم هذا الاختبار للكشف عن عدوى هيليكوباكتر بيلوري (H. pylori) أو ما يعرف باسم جرثومة المعدة. يتم إجراء هذا الاختبار عن طريق شُرب كوب من سائل شفاف، ليس له طعم، ويحتوي على عنصر الكربون المشع. وبعدها تقوم بالنفخ في كيس.

  • المنظار الداخلي

يتم تمرير أنبوب مرن (منظار داخلي) عبر الحلق إلى المريء والمعدة للبحث عن اعراض التهاب المعدة والمريء.

  • ابتلاع الباريوم

يتم إعطاؤك بعض من محلول الباريوم، والذي يظهر في الأشعة السينية بوضوح أثناء مروره عبر جهازك الهضمي، ويظهر أي مكان مصاب بالتهاب أو قرحة. لذلك يستخدم في الكشف عن اعراض التهاب المعدة والأمعاء.

  • تحاليل الدم

ستخضع لاختبار بكتيريا الملوية البوابية، وهي نوع من البكتيريا قد تكون في معدتك. كما يتم عمل صورة دم كاملة للتأكد من عدم إصابتك بالأنيميا. كذلك يتم التأكد من نسبة فيتامينات معينة، وقد تحتاج إلى تناول مكملات غذائية إذا ظهر أي نقص منها.

  • أخذ عينة من المعدة

لا يتم اللجوء إلى هذا التحليل إلا في حالات التهاب المعدة المزمن، مع وجود شك بحدوث مضاعفات. يتم أخذ عينات صغيرة من الأنسجة عن طريق المنظار الداخلي وتحليلها في المختبر. ويتم البحث عن وجود أي تغييرات بما في ذلك وجود الخلايا الالتهابية وتلف الأنسجة.

هل هناك طريقة لتخفيف أعراض التهاب المعدة؟! سنجيب عن هذا التساؤل في الفقرة الآتية.

ما هي طريقة تخفيف أعراض التهاب المعدة؟!

يمكنك تخفيف الأعراض بطرق مختلفة، منها:

  • تناول الأدوية

يفضل استشارة الطبيب قبل ذلك، لتحديد الجرعة المُناسبة لك. ومن الأدوية التي يمكن أن تساعد على تخفيف الأعراض:

*  مضادات الحموضة: تعمل هذه الأدوية على معادلة الأحماض في المعدة، كما يمكن أن توفر تسكيناً سريعاً للألم.

*  حاصرات الهيستامين (H2): تقلل هذه الأدوية من إنتاج الحمض من البداية.

*  مثبطات مضخة البروتون (PPIs): تقلل هذه الأدوية من إنتاج الحمض بشكل أكثر فعالية من حاصرات الهيستامين.

  • تخفيف تناول بعض الأدوية

مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، والانتقال إلى نوع مسكن آخر مثل الباراسيتامول.

  • التحول إلى نظام حياة أكثر صحة 

خاصة مع تناول الطعام فاتباع العادات الصحية، يقلل هذه المشكلة بشكل كبير. ومن هذه العادات:

*  تناول وجبات أصغر، وعلى مسافات قصيرة.

*  تجنب الأطعمة التي يمكن أن تهيج المعدة، مثل الأطعمة الحارة، الحمضية، أوالمقلية.

*  الإقلاع عن التدخين.

*  تقليل التوتر.

*  شرب كميات كبيرة من الماء.

*  تجنب شرب الكحول، ويفضل الأمتناع عنه.

*  عدم النوم بعد تناول الطعام مباشرة.

*  الحرص على تناول شاي الزنجبيل: فهذا المشروب المهدئ قلوي وبالتالي يعادل حمض المعدة، كما أنه أيضاً مضاد للالتهابات، ويساعد في تخفيف تَهيج المعدة.

  • الإكثار من الأطعمة التي تهدأ المعدة

هناك خمسة أطعمة شهيرة بتهدئة المعدة. وهي:

*  الأطعمة الغنية بالألياف مثل الشوفان، الحبوب الكاملة، الكينوا.

*  الخضروات الجذرية مثل الجزر والبطاطا الحلوة والبنجر. والخضروات الورقية خاصة البروكلي.

*  الموز: فهو فاكهة قلوية، وبالتالي يعادل حمض المعدة. كما أنه غني بالبكتين، الذي يسهل انزلاق الطعام بسهولة.

*  الزبادي: حيث يعمل الزبادي كعازل مؤقت لجدار المعدة، ويهدئ أعراض الحُرقة.

*  تناول الأطعمة المليئة بالماء مثل سلطة الخضار، الكرفس، الخيار، والبطيخ. لأن هذه الأطعمة تقلل اعراض التهاب المعدة وارتجاع المريء.

الخلاصة

أعراض التهاب المعدة تظهر عند حدوث تلف في بطانة المعدة، وحدوث التهابات بها. سواء كان التهاب مزمن أو حاد لابد من علاجه فوراً لمنع حدوث أي مضاعفات. هناك بعض الأدوية التي يجب تناولها، وكذلك ستضطر إلى اتباع عادات غذائية صحيحة. وتناول الأطعمة والمشروبات القلوية التي تهدئ المعدة.

المصادر

بقلم د. سمر غنيم

Dr. Aml Abboud

الإسم: أمل فتحي عبود الشهادة: بكالريوس صيدلة جامعة الأسكندرية الوظيفة: صيدلي مستشفيات وكاتبة محتوى طبي نتمتع في موقع صحة لاند بخبرة عميقة في مختلف مجالات الطب. نكرس جهودنا لتطوير المعرفة الطبية وتحسين نتائج المرضى. مع التركيز على الممارسات القائمة على الأدلة والتزامها بمواكبة أحدث الأبحاث العلمية، فقد كان لمساهماتنا في المقالات والأبحاث الطبية تأثير كبير على مجتمع الرعاية الصحية.
زر الذهاب إلى الأعلى