صحة جنسيةنساء وتوليد

تكيسات المبايض: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

تقول سيدة: “تزوجت في عمر الـ25، مرت شهور وأنا أنتظر أن يرزقنا الله طفل، ينمو داخل أحشائي، ولكن مرت الشهور، الشهر تلو الآخر، ولم أرزق بحمل، بدأ القلق يتسرب داخل قلبي وقلب زوجي، وقررنا الذهاب إلى الطبيب، لمعرفة إذا كان هناك سبب لتاخر الحمل أو أنه أمر طبيعي.

وبعد ذهابي للطبيب، ألقى علي عدة أسئلة، وبعد الفحص والسونار، شخص حالتي، وعرفت أن سبب تاخر الحمل هو وجود تكيسات المبايض”.

ما هي تكيسات المبايض؟

تُعرَّف تكيسات المبايض (Polycystic Ovary or PCO) على أنها عبارة عن أكياس مُحدَّدة مُتجوِّلة في المبيض أو المبيضين. هذه الكيسات تكون مملوءة بالسوائل ويمكن أن تتشكل على سطح المبيض أو داخله.

في حالة تكيسات المبيض، يتم تكبير المبيض وتكون الكيسات مليئة بالسوائل، والتي يمكن أن تتراوح في الحجم من صغيرة جدًا إلى كبيرة.

أسباب حدوث تكيسات المبايض

ينتج تكيس المبايض عندما لا يحدث تحرُّر بويضة من المبيض أو عندما يحدث تجمُّع سوائل حول البويضة. هذه الظروف قد تسبب تكون الكيسات. بالرغم من أنَّ الأسباب الدقيقة لحدوث هذه الحالة ليست معروفة تمامًا، إلا أنَّ بعض العوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بها. من بين هذه العوامل:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • اضطرابات هرمونية في الجسم.
  • مشاكل في الغدة الدرقية.
  • مقاومة الأنسولين والاضطرابات الmetabolic.
  • التاريخ العائلي لتكيسات المبايض.
  • السمنة وزيادة الوزن.

تُظهر بعض الدراسات أنَّ تكيس المبايض قد تكون مرتبطة بمستويات الإنسولين في الجسم ومقاومته للإنسولين. تؤثر اضطرابات الأنسولين ومتلازمة تكيسات المبايض في معدلات الهرمونات والدورة الشهرية، مما يزيد من احتمالية تكون الكيسات.

تشخيص تكيسات المبايض

يتم تشخيص تكيسات المبايض عن طريق:

  • سؤال المريضة عن بعض الأعراض:

تسأل المريضة عن مواعيد الدورة الشهرية، وهل هي منتظمة أو غير ذلك، وعدد الأيام بين كل دورة وأخرى.

  • الفحص اليدوي:

يفحص الطبيب منطقة الحوض، وأحيانا يتم الفحص اليدوي عن طريق المهبل، وأيضا يتم فحص مناطق مختلفة من الجسم لمعرفة إذا كان هناك شعر ينمو في أماكن غير مرغوبة من الجسم.

  • تحاليل دم:

يتم عمل بعض التحاليل عن طريق الدم، مثل تحاليل هرمونات الذكورة، وتحليل السكر، والكوليسترول.

  • أشعة السونار:

يحتاج الطبيب لفحص الجهاز التناسلي باستخدام السونار، لمعرفة إذا كان هناك تكيسات على المبايض أو لم توجد، وأيضا يتم فحص بطانة الرحم لمعرفة سمكها.

ويتم التشخيص إذا كان هناك عرضين أو أكثر من أعراض وجود تكيسات.

أعراض تكيسات المبايض

يوجد أكثر من عرض لتكيسات المبايض، ولا يشترط وجود التكيسات نفسها، بل هناك أعراض أخرى.

  • تكيسات على المبيضين:

وجود أكياس على المبايض، ويكتشفها الطبيب عن طريق السونار، ولا يشترط وجودها للتشخيص.

  • زيادة نسبة هرمونات الذكورة:

يظهر في زيادة نمو الشعر في أماكن غير مرغوبة من الجسم، وزيادة سقوط الشعر أي الصلع.

  • تأخر الحمل:

بسبب تباعد أو انعدام التبويض، ووجود تكيسات على المبايض.

  • عدم انتظام أو انقطاع الدورة الشهرية:

تقل أو تنعدم الدورة الشهرية، بسبب عدم التبويض، ويزداد سمك بطانة الرحم.

  • مقاومة الأنسولين:

زيادة هرمونات الذكورة تسبب في حدوث مقاومة للأنسولين، وزيادة نسبة السكر في الدم.

  • ارتفاع ضغط الدم:

زيادة هرمونات الذكورة تسبب أيضا ارتفاع في ضغط الدم.

  • القلق والاكتئاب:

بسبب اختلال نسبة الهرمونات في الجسم، تختلف الحالة المزاجية للمرأة، ويحتمل تعرضها للاكتئاب والقلق.

  • زيادة الوزن

يزداد تراكم الدهون في الجسم، ولكن لا يشترط زيادة الوزن كعرض لتكيس المبايض.

  • انقطاع التنفس أثناء النوم

عند ارتفاع ضغط الدم، تزيد أمراض القلب، وتصاب المريضة بانقطاع التنفس أثناء النوم.

مضاعفات وجود التكيسات

نتيجة اختلال هرمونات الجسم، تتعرض مريضة تكيسات المبايض إلى عدة مضاعفات، إذا لم تسرع في الخطوة الأولى للسيطرة على الحالة، ومن هذه المضاعفات:

تصاب مريضة التكيسات بالسكري النوع الثاني بسبب مقاومة الأنسولين، وترتفع نسبة السكر في الدم، وبالتالي مضاعفات مرض السكري.

  • ارتفاع ضغط الدم:

اذا لم يتم العلاج، يزداد ضغط دم المريضة، يتحول إلى مرض مزمن، من الممكن أن يودي بحياتها.

  • أمراض القلب:

بسبب ارتفاع ضغط الدم، تزداد أمراض القلب والأوعية الدموية.

  • سرطان بطانة الرحم:

إذا لم تحاول المريضة السيطرة على حالتها، فإنها من المحتمل أن تسوء وتصاب بسرطان بطانة الرحم، لذا فالعمل باستشارة الطبيب هامة ولا يمكن التغاضي عنها.

علاج تكيسات المبايض

يتم العلاج عن طريق علاج كل عرض على حدة، تبعا لحالة المريضة.

  • تأخر الحمل:

تحتاج المريضة إلي علاج يحفز عملية التبويض

  • زيادة هرمونات الذكورة:

إذا كانت المريضة لا ترغب في حمل، فعليها بحبوب منع الحمل الهرمونية، وهي تساعد على ضبط نسبة الهرمونات الأنثوية.

  • عدم انتظام الدورة الشهرية:

حبوب منع الحمل الهرمونية تساعد على تنظيم الدورة الشهرية، فيتم تناول واحدة يوميا لمدة 21 يوما، وإيقافها لمدة 7 أيام، وفيها تنزل الدورة منتظمة.

  • مقاومة الأنسولين:

إذا ارتفع مستوى السكر في الدم، يتم إعطاء المريضة بعض الأدوية مثل الميتفورمين، وهو يعمل على تقليل نسبة السكر في الدم، وتقليل مقاومة الأنسولين.

حقائق عليكي معرفتها عن تكيسات المبايض

تنتشر الأكاذيب والشائعات حول مرض تكيسات المبايض، ويظن الجميع أن بعض الأعراض تصيب كل المريضات، ولكن كلها شائعات كاذبة، والحقيقة هي:

  • لا يشترط تأخر الحمل في حالة إذا كان لديكي تكيسات، بعض المريضات تستطيع الحمل بسهولة دون تأخر، حيث يكون التبويض لديها منتظم.
  • وجود سمنة ليست ضرورة، بعض مريضات التكيسات لديهم وزن خفيف وجسم رشيق.
  • من الممكن تشخيص التكيسات مع عم وجود تكيسات على المبايض، ولكن المريضة لديها أعراض أخرى للتشخيص.
  • الاكتئاب والتوتر ليس دليلا على وجود التكيسات، ولكنه عرض لاختلال نسب الهرمونات عند الإناث لأسباب مختلفة.
  • تكيسات المبايض ليس لها علاج، هذه شائعة حقيقية، لكن يمكن السيطرة على أعراض المرض، وبالتالي عدم حدوث مضاعفات للمريضة.

الخلاصة

تكيسات المبايض هي حالة من اختلال مستوى الهرمونات في جسم المرأة، ويتم تشخيص المريضة عن طريق:

  • سؤالها عن الأعراض.
  • فحص يدوي.
  • فحص بأشعة السونار.
  • تحاليل الدم.

ومن الأعراض الشائعة:

  • وجود تكيسات علىا المبيضين.
  • زيادة هرمونات الذكورة.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • تأخر الإنجاب.
  • مقاومة الانسولين.
  • القلق والتوتر.
  • ارتفاع ضغط الدم.

أسباب حدوث التكيسات غير معروفة ولكن تزيد مع بعض العوامل:

  • الوراثة
  • السمنة
  • مقاومة الأنسولين
  • ارتفاع ضغط الدم

ويتم علاج المريضة عن طريق علاج الأعراض ووجود رغبة للحمل أو عدم وجود، ومن أمثلة العلاجات المتاحة:

  • حبوب منع الحمل
  • معززات التبويض
  • أدوية السكري النوع الثاني
  • أدوية ارتفاع ضغط الدم

المصادر

بقلم د. أمل فتحي عبود
بكالوريوس صيدلة جامعة الاسكندرية

Dr. Aml Abboud

الإسم: أمل فتحي عبود الشهادة: بكالريوس صيدلة جامعة الأسكندرية الوظيفة: صيدلي مستشفيات وكاتبة محتوى طبي نتمتع في موقع صحة لاند بخبرة عميقة في مختلف مجالات الطب. نكرس جهودنا لتطوير المعرفة الطبية وتحسين نتائج المرضى. مع التركيز على الممارسات القائمة على الأدلة والتزامها بمواكبة أحدث الأبحاث العلمية، فقد كان لمساهماتنا في المقالات والأبحاث الطبية تأثير كبير على مجتمع الرعاية الصحية.
زر الذهاب إلى الأعلى