أمراض

إرتفاع ضغط الدم.. التشخيص.. الأسباب.. الأعراض.. العلاج

إرتفاع ضغط الدم هو أحد الأمراض الأكثر شيوعا، ولعل جميعنا على علاقة بأحد هؤلاء المرضى، سواء كان أحد الوالدين، أو الأقارب أو الأصدقاء، ويسمى هذا المرض بالقاتل الصامت، إذ أنه لا يتميز بأعراض ظاهرة للتشخيص، ومعظم المرضى تكتشف مصادفة أن لديها ارتفاع بالضغط، لذا علينا التعرف على هذا المرض، وكيفية حماية أنفسنا منه وتجنب الإصابة به، وأسباب حدوثه، والعلاج اللازم عند التعرض للمرض.

ما هو إرتفاع ضغط الدم

ضغط الدم هو قوى ضغط الدم ضد الأوعية الدموية، ويقاس بوحدة مم زئبق، ويكون عبارة عن رقمين:

  • رقم علوي يسمى بالضغط الانقباضي (systolic blood pressure)، وهو ضغط الدم عند انقباض عضلة القلب.
  • رقم سفلي يسمى بالضغط الانبساطي (diastolic blood pressure)، وهو ضغط الدم بين انقباضات عضلة القلب.

عند إرتفاع ضغط الدم عن النسبة الطبيعية له، فإن المريض يتعرض لمخاطر عديدة منها السكتة القلبية والسكتة الدماغية ونزيف في المخ … وغير ذلك، لذا علينا الإنتباه وقياس ضغط الدم بصورة دورية حتى يتسنى لنا معرفته حالة إصابتنا بارتفاعه، والإسراع في العلاج.

طريقة قياس ضغط الدم

جهاز قياس ضغط الدم عبارة عن جهاز به ترمومتر زئبقي أو جهاز رقمي، موصل بكف قابل للانتفاخ عن طريق مكبس يدوي، يلف الكف حول ذراع المريض فوق الكوع مباشرة، في حالة استخدام الجهاز الزئبقي يتم توصيل سماعة الطبيب تحت الكف من جهة الأمام لسماع النبض وتحديد الضغط.

يستخدم المكبس لضخ الهواء داخل الكف، ولكن لا نجعله يضغط بقوة على الذراع، ثم نفرغ الهواء رويدا رويدا، في حالة استخدام الجهاز الزئبقي يسمع عن طريق السماعة صوتان مع هبوط مستوى الزئبق في الجهاز، يتم تحديد الضغط بالرقم الذي يصل عنده مستوى الزئبق عند حدوث الصوت.

الصوت الأول هو الضغط الانقباضي أو الرقم العلوي، أما الصوت الثاني فيشير إلى الضغط الانبساطي أو الرقم السفلي.

أما الجهاز الرقمي فيظهر الرقمان على شاشة صغيرة.

وضعية المريض عند قياس ضغط الدم

عند قياس ضغط الدم لابد أن يجلس المريض في وضعية معينة حتى يتم القياس بالدقة اللازمة:

  • الجلوس على كرسي له مسند للظهر لجعله في وضع مستقيم.
  • وضع الرجل بشكل أفقي على الأرض وممنوع وضعها بشكل متقاطع.
  • الجلوس براحة على الكرسى قبل قياس الضغط بخمس دقائق على الأقل.
  • وضع اليد التي يتم القياس عليها على مكتب في محاذاة القلب.
  • وضع اليد الأخرى على الرجل وعدم جعلها في وضع السقوط.

عوامل تؤثر على صحة قياس ضغط الدم

هناك الكثير من العوامل التي قد تؤثر على صحة قياس ضغط الدم، و علينا اتباع هذه النقاط قبل الإقدام على قياسه.

  • بعض المرضى لديهم متلازمة البالطو الأبيض، وفيها يلاحظ ارتفاع في ضغط الدم للمريض عند قياسه في عيادة الطبيب أو المستشفى، لذا على المريض التأكد من صحة القياس في أماكن مختلفة ويستحسن في المنزل.
  • الامتناع عن تناول أي وجبة أو مشروب قبل قياس ضغط الدم بنصف ساعه على الاقل، حتى لا تتسبب هذه الوجبة في رفع الضغط.
  • عدم القيام بأي مجهود قبل قياس الضغط حتى لا يتسبب في ارتفاعه، والانتظار بمدة كافية قبل القياس في حالة القيام بأي مجهود كالمشي أو الجري أو حمل ثقل معين.
  • تجنب تناول الكحوليات في هذا اليوم.
  • قياس الدم في أوقات مختلفة من اليوم أو قياسه عدة مرات في أيام متتالية.

أسباب إرتفاع ضغط الدم

يوجد نوعان من إرتفاع ضغط الدم هما:

إرتفاع ضغط الدم الأساسي (الأولى)

قد يصاب الفرد بارتفاع في ضغط الدم دون وجود أى سبب واضح وهذا شائع بنسبة 95%، ويحدث مع التقدم في العمر.

إرتفاع ضغط الدم الثانوي

يحدث كأحد مضاعفات أمراض أخرى هي المسبب الأول لحالة المريض.

  • مشاكل في الغدة الدرقية
  • أمراض الكلى أو فشلها
  • أورام الغدة الكظرية
  • مرض انقطاع التنفس أثناء النوم
  • بعض مشاكل الأوعية الدموية مثل ضيق الأوردة.
  • بعض الأدوية مثل مضادات الاحتقان وحبوب منع الحمل والمسكنات والأدوية الغير مشروعة مثل الكوكايين.

عوامل الخطر

  • العمر:

مع التقدم في العمر يزيد ضغط الدم بصورة تلقائية دون أي أسباب واضحة.

  • الجنس:

لا يختلف الرجل والمرأة في احتمالات الإصابة، فكلاهما معرض للإصابة بنفس النسبة.

  • العرق:

تختلف نسبة الإصابة في الأعراق المختلفة، إذ يتعرض أصحاب البشرة السمراء لارتفاع الضغط بنسبة أكبر من أصحاب البشرة البيضاء، وتزيد نسبة الإصابة أيضا في الدول الأفريقية عنها في الدول الآسيوية.

  • الوراثة:

عامل الوراثة هام جدا، إذ ينتقل هذا المرض بشكل متوارث من الآباء والأجداد، غير أن العائلات تورث أيضا العادات الخاطئة للأبناء وهي مسببة أيضا للمرض.

  • الأدوية:

بعض الأدوية قد تسبب إرتفاع ضغط الدم، مثل المسكنات وحبوب منع الحمل، ومضادات الاحتقان … وأخرى.

  • الوجبات الغذائية:

الإكثار من ملح الطعام، يحتوي الملح على عنصر الصوديوم، ويتسبب هذا العنصر بارتفاع في الضغط بصورة مباشرة، والتقليل من تناول الطعام الذي يحتوي على البوتاسيوم، وهذا العنصر يعمل على معادلة الضغط الناتج عن عنصر الصوديوم، والتقليل منه ضار لمرضى الضغط.

من الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم الموز والفاصوليا والبطاطس.

  • السمنة:

زيادة وزن الجسم تحتاج مجهود أكبر من القلب، إذ يزداد انقباض القلب حتى يتمكن من إيصال الدم لجميع أعضاء الجسم بالشكل المطلوب.

  • الكحوليات:

يسبب تناول الكحول إرتفاع ضغط الدم، لذا فالإمتناع عن تناولها هو أفضل كثيرا لمرضى الضغط، وفي حالة لا تستطيع تركها فعليك ألا تكثر من المشروب، كأس واحد بالنسبة للمرأة، أو إثنان بالنسبة للرجل.

  • التبغ:

أيضا تدخين التبغ هو أحد العادات السيئة المسببة للمرض، والإكثار منه ضار للغاية لصحة المريض.

  • الروتين اليومي:

عدم ممارسة أي نوع من الرياضة يسبب ارتفاع في معدل ضربات القلب ومنها ارتفاع الضغط، لذا فالفرد معرض للإصابة أكثر إذا كان غير رياضي.

  • الأمراض:

بعض الأمراض هي المسبب الأول لمرض إرتفاع ضغط الدم، مثل مرض السكري، والفشل الكلوي، وأمراض الغدة الدرقية، والأورام.

  • الضغط النفسي:

من عوامل إرتفاع ضغط الدم أيضا العامل النفسي، إذ أن الحزن أو زيادة الضغط النفسي هي أحد أهم الأسباب، وأيضا العادات السيئة التي تمارس في حالة سوء الضغط النفسي مثل الإكثار من شرب الخمر أو التدخين، أو زيادة في معدل تناول الطعام الغير صحي.

مضاعفات إرتفاع ضغط الدم

يسبب مرض إرتفاع ضغط الدم الكثير من المشاكل والمضاعفات.

  • السكتة الدماغية أو السكتة القلبية:

يسبب ارتفاع الضغط  زيادة في سمك الأوعية الدموية، وقد يتسبب في انسداد تام للأوعية، مما يمنع وصول الدم للأعضاء مثل القلب والدماغ، مما يسبب السكتة الدماغية أو القلبية، وهو أمر قد يتسبب في الوفاة إذا لم يعالج على الفور.

  • الفشل الكلوي:

تحتاج الكلى أيضا إلى إمدادها بالدم حتى تستطيع القيام بعملها، وفي حالة انسداد الأوعية الدموية بداخلها أو عدم الإمداد بالدم الكافي تصاب بالفشل في القيام بوظيفتها. 

  • ضعف الأوعية الدموية:

قد تصاب الأوعية الدموية بالضعف ورقاقة الوعاء الدموي، مما قد يتسبب في تهتك الأوعية والتعرض للنزيف الحاد، وهي حالة مميتة للمريض.

  • تصلب الشرايين:

بعض المرضى يصابون بما يسمى بتصلب الشرايين، وفيها تفقد الأوعية الدموية مرونتها، وتفقد القدرة على الانقباض والانبساط، مما قد يتسبب في ركن الدم وعدم قدرته على السريان، وهذا يسبب الكثير من المشاكل مثل الجلطات وتلف الأعضاء والأنسجة.

تشخيص إرتفاع ضغط الدم

لا توجد أي أعراض لمرض الضغط، إلا في حالة ارتفاع عالي جدا في الضغط مثل نزيف الأنف والعين لانفجار الأوعية الدموية، تشخيص المرض يكون عن طريق قياس ضغط الدم مباشرة كما سبق ذكره.

عليك قياس ضغط الدم بصورة دورية كل عامين بعد عمر 18، وفي حالة كان لديك أحد عوامل الخطر السابق ذكرها لابد لك من قياس الضغط كل عام  ويفضل استشارة الطبيب.

جدول تشخيص مريض ضغط الدم

سنعرف في هذا الجدول نسبة قياس ضغط الدم الطبيعية ونسبتها في حالة ارتفاعه.

تشخيص ضغط الدم الضغط الانقباضي الضغط الانبساطي
ضغط الدم الطبيعي 120 ملم زئبق 80 ملم زئبق
ارتفاع طفيف في ضغط الدم 120:129 ملم زئبق 80 ملم زئبق
إرتفاع ضغط الدم مرحلة أولى 130:139 ملم زئبق 80:89  ملم زئبق
إرتفاع ضغط الدم مرحلة ثانية ≥ 140 ملم زئبق ≥ 90 ملم زئبق

تجنب الإصابة بارتفاع ضغط الدم

تجنب الإصابة بارتفاع ضغط الدم علينا العمل من سن مبكرة وليس بعد الإصابة بالمرض مثل:

  • تناول وجبات غذائية صحية مع تقليل كميات الملح الموجودة بها.
  • ممارسة الرياضة والقيام ببعض المجهود البدني، على الاقل 150 دقيقة أسبوعيا، و يمكنك تقسيمها 30 دقيقة 5 أيام في الأسبوع.
  • الامتناع عن تناول الكحوليات قدر الامكان او التقليل منها.
  • عدم تدخين التبغ والابتعاد عنه.
  • الابتعاد عن كل ما يزيد من الضغوط النفسية والحزن والاكتئاب.
  • عدم تناول المسكنات بشكل مبالغ فيه، أو تناول أدوية بدون استشارة طبية.

علاج إرتفاع ضغط الدم

بعض المرضى يمكنهم السيطرة على إرتفاع ضغط الدم وإعادته لطبيعته عن طريق تغيير بعض العادات اليومية، مثل تقليل ملح الطعام في الوجبات، والامتناع عن تدخين التبغ وتناول الكحوليات، ممارسة الرياضة، تقليل الضغوط النفسية عن طريق ممارسة تمارين التنفس واليوغا.

لكن بعض المرضى لابد لهم من تناول بعض العقاقير الدوائية، إذ أن تغير العادات اليومية وحدها ليس كافيا لإعادة الضغط لطبيعته.، تعمل بعض هذه الأدوية على توسيع الشرايين وبعضها يعمل على إدرار البول للتخلص من أكبر قدر من الصوديوم، بعضها يعمل على تقليل انقباض القلب.

وسنتناول علاج إرتفاع ضغط الدم بالتفصيل في مقال آخر.

التأقلم مع المرض

  • زيارة الطبيب في المواعيد التي يحددها دون إهمال.
  • الابتعاد عن العادات السيئة واتباع نظام مختلف مثل تقليل الملح وممارسة الرياضة والامتناع عن التبغ والكحول.
  • تناول الدواء في مواعيده والحفاظ عليه.
  • تقليل الضغوط النفسية والابتعاد عن كل ما يزعجنا.

أسئلة عليك معرفة الإجابة عنها من طبيبك

  • كم مرة يجب قياس الضغط والمواعيد المناسبة لقياسه؟
  • أنواع الأكل الصحي الواجب الحفاظ عليه؟
  • نوع التمارين المناسبة لممارستها؟
  • كيفية استخدام جهاز الضغط، والذهاب للطبيب للتأكد من دقة الجهاز؟
  • كم مرة يجب عليك زيارة الطبيب شهريا؟
  • سؤاله عن أي أدوية أخرى أو أعشاب طبيعية تتناولها إذا كانت مناسبة أم لا؟

الخلاصة

يسمى مرض إرتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت، إذ أنه لا تظهر أي أعراض على مريض الضغط، ويشخص المرض عن طريق قياس ضغط الدم بواسطة جهاز مخصص لذلك.

ويمكن تجنب المرض وعلاج الحالات البسيطة عن طريق تجنب بعض العادات السيئة مثل تقليل الملح ومنع الكحوليات وممارسة الرياضة، أما الحالات الحرجة فلابد من تناول عقار دوائي يصفه الطبيب.

المصادر

بقلم د. أمل فتحي عبود
بكالوريوس صيدلة جامعة الاسكندرية

Dr. Aml Abboud

الإسم: أمل فتحي عبود الشهادة: بكالريوس صيدلة جامعة الأسكندرية الوظيفة: صيدلي مستشفيات وكاتبة محتوى طبي نتمتع في موقع صحة لاند بخبرة عميقة في مختلف مجالات الطب. نكرس جهودنا لتطوير المعرفة الطبية وتحسين نتائج المرضى. مع التركيز على الممارسات القائمة على الأدلة والتزامها بمواكبة أحدث الأبحاث العلمية، فقد كان لمساهماتنا في المقالات والأبحاث الطبية تأثير كبير على مجتمع الرعاية الصحية.
زر الذهاب إلى الأعلى