إنزيمات الكبد: تعرف على انزيمات ووضائف الكبد – فريق صحة لاند
إنزيمات الكبد هي عناصر حيوية تلعب دورًا أساسيًا في صحة الإنسان، حيث تعتبر مؤشرات حيوية تعكس وظائف الكبد وحالته العامة. يلعب الكبد دورًا محوريًا في العديد من العمليات الحيوية، بدءًا من استقلاب المواد الغذائية وصولاً إلى إزالة السموم من الجسم.
في هذا المقال، سنستعرض أنواع إنزيمات الكبد المختلفة، ونناقش كيف يمكن أن تكون مستوياتها مؤشرًا على وجود مشكلات صحية محتملة. كما سنتناول أهمية الفحوصات الدورية لتقييم صحة الكبد وكيفية الحفاظ على هذه الأعضاء الحيوية من خلال نمط حياة صحي. لذلك دعونا نتعمق في عالم إنزيمات الكبد ونتعرف على كيف يمكن أن تسهم هذه المعرفة في تحسين صحتنا العامة.
جدول المحتويات
وظائف الكبد العامة
- إزالة السموم من المواد الضارة
- تخليق واستقلاب وتخزين المغذيات
- تخليق واستقلاب الصفراء
تساعد اختبارات وظائف الكبد كذلك عمل إنزيمات الكبد في الكشف عن أي خلل في الكبد، والمرارة، وقنوات الصفراء. بالإضافة إلى تلف الكبد، يمكن أن تسبب أمراض القلب والتمارين الشديدة أيضًا ارتفاع مستويات الإنزيمات.
كذلك يتم تقسيم وظائف الكبد إلى ثلاث وظائف رئيسية كما يلي :
وظائف تعتمد على قدرة الكبد التصنيعية ( Synthetic Function )
(1) البروتين الكلي في البلازما ( Total Protein – TP )
يتحكم تركيز البروتين في تحديد الضغط الاسموزي للبلازما ، و يتأثر هذا التركيز بالحالة الغذائية و وظيفة الكبد و وظيفة الكلى و حدوث بعض الأمراض مثل الخلل في التمثيل الغذائي. إن التغيرات في أجزاء البروتين الكلي يمكن أن تحدد نوع المرض و يشمل البروتين الكلي في البلازما الألبيومين و الجلوبيولين و الفيبرينوجين ، و لكن يفتقر الدم إلى الفيبرينوجين حيث يدخل في عملية تجلط الدم
مستوى البروتين الطبيعي في الدم يتراوح ما بين 6 إلى 8 جم لكل 100 مل لتر دم ( 60 إلى 80 جم لكل لتر دم )
و يختلف تركيز البروتين باختلاف تركيز مكوناته المناظرة.
(2) الألبيومين (Albumin – Alb )
يعتبر الألبيومين المكون الرئيس للبروتين الكلي و يتم تصنيعه في الكبد مستوى الألبيومين الطبيعي في الدم يتراوح ما بين 3.5 إلى 5.5 جم لكل 100 مل لتر دم ( 35 إلى 55 جم لكل لتر دم )
يرتفع مستوى الألبيومين في الدم في الحالات التالية :
- حالات الجفاف ، و ذلك بسبب فقد كمية من السوائل مثل ما يحدث في القيء المستمر و الإسهال الشديد
- الصدمة العصبية
- زيادة تركيز الدم
- حقن كمية كبيرة من الألبيومين عن طريق الوريد
ينخفض مستوى الألبيومين في الدم في الحالات التالية :
- سوء التغذية أو نقصها
- أمراض سوء الامتصاص
- التهابات الكلى الحادة و المزمنة
- كسل الكبد الحاد و المزمن
- حالات الحروق
- إعتلال عضلة القلب
(3) الجلوبيولين (Globulin – Glob)
يعتبر الجلوبيولين ثاني مكونات البروتين ، و له نوعان ( الألفا و البيتا ) ، و يتم تصنيعهما بواسطة الكبد ، و أخيرا النوع الثالث ( الجاما ) و يتم تصنيعه بواسطة خلايا البلازما الموجودة في الأنسجة الليمفاوية ، و يعتبر هذا النوع المسئول الأول عن ارتفاع الجلوبيولين في الدم لأنه يكون الجزء الأكبر من الجلوبيولين. إن مستوى الجلوبيولين الطبيعي في الدم يتراوح ما بين 2 إلى 3.6 جم لكل 100 مل لتر دم ( 20 إلى 36 جم لكل لتر دم ).
يرتفع مستوى الجلوبيولين في الدم في الحالات التالية :
- أمراض الكبد و التهاب الكبد الوبائي
- أمراض الجهاز الليمفاوي
- أمراض الجهاز المناعي و الأمراض المعدية الحادة و المزمنة
- حالات الإصابة بالبلهارسيا والملاريا و الليشمانيا
ينخفض مستوى الجلوبيولين في الدم في الحالات التالية :
- سوء التغذية أو نقصها
- أمراض افتقار الجاما جلوبيولين الوراثية
- أمراض نقصان الجاما جلوبيولين المكتسبة
- امراض سرطان الدم الليمفاوية
(4) الفيبرينوجين ( Fibrinogen )
يتكون الفيبرينوجين في الكبد و يعتبر من أهم العوامل اللازمة لعملية تجلط الدم حيث يتحول إلى الفيبرين و هو شبكة الجلطة الأخيرة ، و يتم قياسه فقط في البلازما حيث لا يحدث تجلط عكس ما يحدث في الحصول على الدم الذي لا يحتوي على الفيبرينوجين. مستوى الفيبرينوجين الطبيعي في البلازما يتراوح ما بين 0.2 إلى 0.6 جم لكل 100 مل لتر دم ( 2 إلى 6 جم لكل لتر دم ).
يرتفع مستوى الفيبرينوجين في الدم في الحالات التالية :
- أمراض والتهابات الكلى
- الأمراض المعدية
- الالتهابات الحادة
ينخفض مستوى الفيبرينوجين في الدم في الحالات التالية :
- حالات التجلط المنتشر داخل الأوعية الدموية مثل حالات موت الجنين داخل الرحم لفترة أطول من شهر
- الالتهاب السحائي
- -كسل الكبد الحاد و المزمن
- نقص الفيبرينوجين الوراثي
- مرض التيفود
اقرأ ايضا : ما هو التهاب الكبد (Hepatitis)؟ أعراضه وأنواعه وطرق تشخيصه وطرق علاجه
وظائف تعتمد على إنزيمات الكبد
انزيم AST (الأسبارتات أمينوترانسفيراز)
يتواجد AST في أنسجة متعددة، بما في ذلك الكبد والقلب والعضلات والكلى. على الرغم من أنه أقل تحديدًا من ALT لتلف الكبد، إلا أن مستويات AST تقدم معلومات مفيدة، خاصة عند تقييمها مع ALT. كما يشير معدل AST/ALT الذي يتجاوز 2 بشكل خاص إلى إصابة الكبد الناتجة عن الكحول. عندما يكون مستوى AST مرتفعًا مع مستوى طبيعي من ALT، يجب على الأطباء أيضًا النظر في تلف الأعضاء الأخرى أو انحلال الدم.
على الرغم من أن الاختبار يركز بشكل رئيسي على الكبد، إلا أنه يستخدم أيضًا لتقييم حالة عضلة القلب، والعضلات الهيكلية، والكلى، وغيرها من الأعضاء. تعكس القيم المرتفعة وجود مشكلة في خلايا الأعضاء، مما يجعل هذا الاختبار أداة فعالة لتشخيص تلف الكبد، والنوبات القلبية، والانحلال الدموي.
النطاق القياسي للمعمل (IU/L) | تقييم الفحص |
---|---|
10 – 40 | A: طبيعي |
30 أو أقل | B: وجود شذوذ طفيف |
31 – 35 | C: حاجة لإعادة الفحص / تحسين نمط الحياة |
36 – 50 | D: حاجة لفحص تفصيلي / علاج مطلوب |
51 أو أكثر | E: ارتفاع كبير يستدعي تدخلاً فورياً |
انزيم ALT (الأنين أمينوترانسفيراز)
يوجد ALT بشكل رئيسي في الكبد، مما يجعله علامة محددة لتلف خلايا الكبد. تلاحظ مستويات مرتفعة عادةً في حالات مثل التهاب الكبد الفيروسي الحاد، وإصابة الكبد الناتجة عن الأدوية (مثل سمية الأسيتامينوفين)، وحالات التهاب الكبد الأخرى. كما يساعد مستوى هذا الإنزيم في مراقبة وظيفة الكبد، وتوجيه العلاج لأمراض الكبد المزمنة، وتقييم التعرض المحتمل للسموم.
يعتبر اختبار ALT فعالًا بشكل خاص في تشخيص الأمراض التي تؤثر على الكبد والجهاز الصفراوي، حيث يتفاعل بشدة مع تدهور ونخر خلايا الكبد.
النطاق القياسي للمعمل (IU/L) | تقييم الفحص |
---|---|
5 – 45 | A: طبيعي |
30 أو أقل | B: شذوذ طفيف |
31 – 40 | C: حاجة لإعادة الفحص / تحسين نمط الحياة |
41 – 50 | D: حاجة لفحص تفصيلي / علاج مطلوب |
51 أو أكثر | E: ارتفاع كبير يستدعي تدخلاً فورياً |
انزيم GGT (جاما جلوتاميل ترانسفيراز)
يستخدم GGT أيضًا لتقييم وظيفة الكبد، وهو مفيد بشكل خاص في تمييز الأسباب الكبدية الصفراوية لارتفاع الفوسفاتاز القلوي المعزول. نظرًا لأن GGT يرتفع في حالات الأمراض الكبدية الصفراوية واستهلاك الكحول، فإنه يساعد في مراقبة المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بأمراض الكبد الناتجة عن الكحول. يمكن أن يعكس مستواه أيضًا قدرة الكبد على إزالة السموم ويشير إلى استمرار إصابة الكبد الصفراوية.
ترتفع مستويات إنزيم GGT بشكل خاص في حالات استهلاك الكحول المفرط، وأمراض الكبد الدهنية، عندما يكون هناك انسداد في قناة الصفراء، أو في حالات السرطان.
النطاق القياسي للمعمل (IU/L) | تقييم الفحص |
---|---|
M: 80 أو أقل | A: طبيعي |
50 أو أقل | B: شذوذ طفيف |
51 – 80 | C: حاجة لإعادة الفحص / تحسين نمط الحياة |
81 – 100 | D: حاجة لفحص تفصيلي / علاج مطلوب |
101 أو أكثر | E: ارتفاع كبير يستدعي تدخلاً فورياً |
تشير المستويات المرتفعة من GGT إلى وجود مشاكل في الكبد أو القنوات الصفراوية، وقد تكون علامة على أمراض كبدية مرتبطة بالكحول.
انزيم LDH (لاكتات ديهيدروجيناز)
وهو إنزيم استقلاب السكر موجود في خلايا الجسم. يوجد بكميات كبيرة في الكبد والقلب والعضلات الهيكلية والدم. عند تلف خلايا الأعضاء والأنسجة، ينطلق “LDH” في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته. كما يمكن أن ترتفع مستوياته بسبب أمراض مختلفة وأورام خبيثة.
النطاق القياسي | القيمة السفلى | القيمة العليا |
---|---|---|
LDH (IFCC) | 124 | 222 |
وظائف تعتمد على القدرة الاستخراجية في الكبد
انزيم البيليروبين الكلي
البيليروبين هو صبغة صفراء توجد في الدم. عندما تدمر كريات الدم الحمراء التي وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي، يتم تحطيم الهيموغلوبين إلى هيم وجلوبيين، اللذين يتم تحويلهما بواسطة إنزيمات إلى “بيليروبين غير المباشر”. يتم نقل هذا البيليروبين إلى الكبد حيث يُعاد تنشيطه بواسطة إنزيم لتحويله إلى “بيليروبين المباشر”، الذي يخزن في المرارة. يصبح جزءًا من البراز ويتم إخراجه عن طريق الكلى كجزء من البول. يُطلق على المزيج من الشكلين المباشرين وغير المباشرين “البيليروبين الكلي”.
تزداد مستويات البيليروبين في الدم عندما يحدث خلل في وظائف الكبد أو انسداد في قنوات الصفراء، مما يسبب اليرقان، وهو اصفرار الجلد والعينين. من خلال قياس كمية البيليروبين في الدم، يمكن تحديد الاضطرابات قبل ظهور اليرقان.
الأمراض المشبوهة في حالات الشذوذ
- اليرقان الدستوري
- التهاب الكبد الحاد والمزمن
- تشمع الكبد
- فقر الدم الانحلالي
- الانصمام الرئوي
- الإنتان
- فرط نشاط الغدة الدرقية
جدول تقييم فحص البيليروبين الكلي
النطاق القياسي للمعمل (mg/dL) | تقييم الفحص |
---|---|
0.2 – 1.2 | A: طبيعي |
2.5 أو أقل | B: شذوذ طفيف |
2.6 – 4.0 | C: حاجة لإعادة الفحص / تحسين نمط الحياة |
4.1 – 5.0 | D: حاجة لفحص تفصيلي / علاج مطلوب |
5.1 أو أكثر | E: ارتفاع كبير يستدعي تدخلاً فورياً |
يزداد مستوى البيليروبين في ثلاث حالات مختلفة :
- أمراض الكبد المؤدية إلى عدم قدرته الكافية على ارتباط و استخراج البيليروبين و يؤدي ذلك إلى ارتفاع البيليروبين المباشر و غير المباشر ، و يسمى هذا النوع بـ ( الصفراء الخلوية الكبدية )
- انسداد القنوات المرارية ، مما يؤدي إلى استرجاع البيليروبين المباشر إلى الكبد و منه إلى الدم ، مما يؤدي إلى ارتفاع هذا النوع من البيليروبين ، و يسمى هذا المرض بـ ( الصفراء الانسدادية )
- تكسر كريات الدم الحمراء أكثر من قدرة الكبد على ارتباط البيليروبين مما يؤدي إلى زيادة البيليروبين غير المباشر في الدم ، و يحدث ذلك في الأمراض المؤدية إلى تكسر كريات الدم الحمراء ، و يسمى هذا النوع بـ ( صفراء تكسر كريات الدم الحمراء ).
و يحدث هذا النوع أيضا في الأطفال حديثي الولادة نتيجة لنقص نشاط أو غياب نشاط الإنزيم الخاص بعملية الاربتاط ، و يسمى هذا النوع بـ ( الصفراء الطبيعية الوليدية ) أو ( يرقان حديثى الولادة ) و تحدث في الأسبوع الأول بعد الولادة
الارتفاع المضطرد في البيليروبين المباشر و كذلك الفوسفاتاز القلوي وبنفس النسبة يشير إلى انسداد القنوات الصفراوية وكذلك التهاب القنوات الصفراوية
انزيم ALP (الفوسفاتاز القلوي)
إنزيم تنتجه خلايا مختلفة في الجسم، بما في ذلك الكبد، ويوجد أيضًا في العصارة الصفراوية. يمكن أن تشير المستويات المرتفعة من إنزيم ALP إلى وجود تلف في الكبد أو مرض في القنوات الصفراوية. ينتج هذا الإنزيم بواسطة خلايا متعددة، بما في ذلك خلايا الكبد، كما يمكن أن يرتفع مستواه عندما يتعطل تدفق الصفراء أو عند انسداد القنوات الصفراوية.
النطاق القياسي للمعمل (IU/L) | تقييم الفحص |
---|---|
38 – 113 | A: طبيعي |
114 – 130 | B: شذوذ طفيف |
131 – 150 | C: حاجة لإعادة الفحص / تحسين نمط الحياة |
151 – 200 | D: حاجة لفحص تفصيلي / علاج مطلوب |
201 أو أكثر | E: ارتفاع كبير يستدعي تدخلاً فورياً |
الخاتمة
في ختام حديثنا عن إنزيمات الكبد، نجد أن هذه العناصر الحيوية ليست مجرد مؤشر على وظائف الكبد، بل تعكس أيضًا صحة الجسم ككل. كما إن فهمنا العميق لدور هذه الإنزيمات يمكن أن يساعدنا في الكشف المبكر عن الأمراض، مما يتيح لنا اتخاذ خطوات فعالة للحفاظ على صحتنا.
عبر الفحوصات الدورية واتباع نمط حياة صحي، يمكننا دعم كبدنا وتعزيز وظائفه الحيوية. لذلك دعونا نلتزم بتوعية أنفسنا بالعلامات التحذيرية ونشجع الآخرين على القيام بذلك أيضًا. كما إن استثمارنا في صحتنا اليوم سيعزز من جودة حياتنا غدًا، ويدل على مدى أهمية الاهتمام بكبدنا كجزء أساسي من صحتنا العامة.